Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

جلالة الملك يمنح 6 أشهر للجنة بنموسى لصياغة النموذج التنموي

كشفت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، أن جلالة الملك محمد السادس، تفضل بإعطاء موافقته السامية على تمديد مدة اشتغال اللجنة لستة أشهر إضافية قصد تمكينها من رصد الآثار الناجمة عن جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى تعزيز مقاربتها التشاركية التي ترتكز على الاستماع للمواطنين والفاعلين، حيث أوضحت لجنة بنموسى، أنه نظرا للانعكاسات الكبرى للوباء، أعربت هيئات سياسية متعددة عن رغبتها في إحاطة اللجنة بمقترحاتها وتصوراتها المتعلقة بالنموذج التنموي الجديد في خضم المعطيات الجديدة للسياق الوطني والدولي.
وانطلقت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، بجلسة عمل جمعت حزب الاستقلال بأعضاء من اللجنة، فيما سيتم لاحقا عقد جلسات مماثلة مع هيئات سياسية أخرى أبدت رغبتها في ذلك، حيث أوضحت اللجنة، في بلاغ لها، أنها قامت في إطار تعميق أشغالها، بإطلاق سلسلة جديدة من جلسات الاستماع والتشاور مع مختلف الفاعلين من أجل تقوية مقاربتها التشاركية التي تهدف إلى البناء المشترك للنموذج التنموي، أخذا بعين الاعتبار تبعات الأزمة الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19.
و فرضت جائحة “كورونا” وتطورات الأزمة الإقتصادية، على لجنة النموذج التنموي التوجه نحو إعادة وصياغة ورقة نموذج تنموي جديدة بناء على مستجدات والتغيرات العالمية المرتبطة بالجائحة وتضرر الإقتصادات وبروز أولويات جديدة في التنمية وظهور أنماط عيش جديدة، حيث أطلقت لجنة النموذج التنموي، عملية تنظيم جلسات استماع جديدة للإنصات لرؤى وتصورات الأحزاب السياسية، والاستماع الى مقترحات الفاعلين السياسيين حول النموذج التنموي للمغرب تزامنا مع التغييرات الحاصلة على المستوى الوطني والدولي.

وكان التعيين الملكي للجنة النموذج التنموي، كشف عن كفاءات مغربية في العلوم الحديثة والدراسات الجامعية والإبداع التكنولوجي والهندسات الحديثة والعلوم المتطورة، ورسم التعيين الملكي الصورة المستقبلية للنموذج التنموي للمغرب، بالدعوة من خلال تشكيل لجنة عالية الى النهل من تجارب وتصورات ورؤى عالمية تصب في اتجاه دعم التطور التكنولوجي والعلمي والعلوم الحديثة المعلوماتية، وتحيي الابداع الفكري في مجالات الحياة اليومية للمغاربة، وأظهرت السير الذاتية للكفاءات المعينة بلجنة النموذج التنموي، عن تكليف جلالة الملك محمد السادس لمهندسين وخبراء في المال وجامعيين وأطباء، لصياغة تصورات نموذج متطور للتنمية المغربي.
واختار جلالة الملك محمد السادس كفاءات هندسية حاصلة على شهادات عليا من جامعات عالمية مشهود لها بالكفاءة العلمية انطلاقا من جامعات هارفرد بالولايات المتحدة الامريكية الى جامعات “البولتيكنيك” والطرق والقناطر بفرنسا، وأطر عليا في مجالات الصناعات التكنولوجية الحديثة، وخبراء في المعلوميات الحديثة، لتوجيه دفة التنمية نحو التطور والاستفادة من عوامل التنمية الحديثة بالعالم وجعلها متاحة في المغرب، كما عزز جلالة الملك اللجنة بوجوه في مجال الاخراج السينمائي وفاعلين جمعويين.
وحددت 6 أشهر وقتها قبل ظهور الجائحة، كمهلة مخصصة للجنة النموذج التنموي، لرفع تقريرها الى جلالة الملك محمد السادس، حيث تتجه اللجنة، الى الاستفادة من تجارب أجنبية مع الحفاظ على خصوصيات البيئة المغربية، والحفاظ على الروابط الاجتماعية وتقوية الثقة المحررة لطاقات العمل والإنتاج، دون إغفال الاستدامة في معالجة الاختلالات، المتعلقة بالحكامة الوطنية والجهوية والمحلية.
ويشدد الملك، على أن ” اللجنة لن تكون بمثابة حكومة ثانية، أو مؤسسة رسمية موازية، وإنما هي هيأة استشارية، ومهمتها محددة في الزمن، وعليها أن تأخذ بعين الاعتبار التوجهات الكبرى، للإصلاحات التي تم أو سيتم اعتمادها، في عدد من القطاعات، كالتعليم والصحة، والفلاحة والاستثمار والنظام الضريبي، وأن تقدم اقتراحات بشأن تجويدها والرفع من نجاعتها.
وطالب جلالة الملك من اللجنة، ” أن ترفع الحقيقة، ولو كانت قاسية أو مؤلمة، وأن تتحلى بالشجاعة والابتكار في اقتراح الحلول”، ودعا الحكومة للشروع في إعداد جيل جديد من المخططات القطاعية الكبرى، تقوم على التكامل والانسجام، و من شأنها أن تشكل عمادا للنموذج التنموي، في صيغته الجديدة.
ويشدد الملك على أن ” نجاح المرحلة الجديدة يقتضي انخراط جميع المؤسسات والفعاليات الوطنية المعنية، في إعطاء نفس جديد، لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، كما يتطلب التعبئة الجماعية، وجعل مصالح الوطن والمواطنين تسمو فوق أي اعتبار، حقيقة ملموسة، وليس مجرد شعارات.
ودعا جلالة الملك المغاربة للمساهمة الإيجابية فيها، بروح المواطنة الفاعلة، لأن النتائج التي نطمح إليها، والمشاريع والمبادرات، التي نقدم عليها، لها هدف واحد هو تحسين ظروف عيش المواطنين”.
وكان الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة و الستين لثورة الملك و الشعب لسنة 2019، قدم من منطلق الطموح في إرساء مغرب أكثر مساواة، مفاتيح مستقبل النموذج التنموي كمدخل لبروز مرحلة جديدة برؤية ودماء جديدين.
و رسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس مسارات عملية وآفاق تفعيل أمثل لهذا النموذج الذي يرغب جلالته أن يشكل وصفة علاجية للأسقام التي تعاني منها البلاد، ويكلف جلالة الملك اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي بمهمة ثلاثية ” تقويمية ” و “استباقية ” و “استشرافية “، ومن دون شك، فإن الأمر يتعلق بعمل كبير ” للتوجه بكل ثقة نحو المستقبل “.

Exit mobile version