Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“جماعة” حسن الكتاني وجمال براوي

إدريس عدار
توفي الصحفي جمال براوي إلى رحمة الله. “جماعة” من “الحراس” لم تترك الحساب لله. تقمصت صفة “قسيم الجنة والنار”. كثيرون ممن تعاطوا مع وفاته بما لا يليق بأي مغربي يعتبر الموت فاصلة في حياة الإنسان. لهذا المغاربة يدعون للميت بالرحمة والمغفرة. الله وحده يعلم السرائر والخواتم. ومن “لم يخرج من الدنيا لم يخرج من عقايبها” كما يقول المغاربة، و”العقايب” في الجسد والروح.
لا أدري هل قرأ حسن الكتاني قصة واحد من السابقين في الدفاع عن الإسلام ارتد، عبد الله بن أبي السرح. وقصة قزمان أيضا. وموت أحد خلفاء بني أمية وعلى صدره الصليب؟
دعنا من الآخرة، التي لا حكم فيها إلا لله. لكن من حقنا أن نحاكم الناس في الدنيا. هذه الفانية مشتركة.
جمال براوي صحفي ومحلل سياسي وكان يمتلك آراء دافع عنها جهرة. أصاب أو أخطأ هذه أمور نسبية. هو كان على صواب حيث هو. فكل واحد منا على الحق حيث هو. كل واحد يربط علاقة بالحقيقة وفق خلفيات كثيرة. لكن اليوم مطلوب ممن اتهمه وكال له العبارات التي لا تقال عند الوفاة، أن يحاسبه على ما فعل لكن بالدليل والحجة.
كتب عن جمال براوي بسوء كثيرون. لكن يبقى حسن الكتاني، أو الشيخ الحسن بن علي الكتاني كما يصف نفسه ويصفه أتباعه، أبرزهم.
مهما قال جمال براوي ومهما كانت الأفكار التي دافع عنها، نقف اليوم لنطرح سؤالا على الشيخ لأننا سنعيد طرحه بخصوصه هو نفسه:
هل يمكن أن تعثر على شخص يزعم أنه “انحرف” بسبب “دعوة” جمال براوي؟ مع العلم أن لكل واحد الحق في الدفاع عن أفكاره وإقناع الآخرين بها في الحدود التي يسمح بها القانون. وفي الحدود التي لا تضر الآخرين.
لكن الشيخ حسن الكتاني، هو واحد من شيوخ السلفية الجهادية. كانوا أربعة تفرقت بهم السبل: بالإضافة إلى صاحبنا كان هناك عمر الحدوشي، الذي اختار المدارس العتيقة، ومحمد الفزازي، الذي يزاوج بين الدعوة في المساجد وإنتاج المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبو حفص، الذي اختار نهجا مختلفا ونقيضا.
حسن الكتاني كان محكوما بالسجن في إطار قانون مكافحة الإرهاب. وحتى بعد خروجه من السجن كان يحرض الشباب على الذهاب إلى بؤر التوتر. كان يوميا يرفع شعار “حلب تباد” وكانت مليئة بالمقاتلين من كل حدب وصوب.
العشرات من المقاتلين ذهبوا إلى بؤر التوتر بسبب حسن الكتاني. من قُتل منهم دمه في ذمته ورقبته. ومن قُتل بسببهم دمه في ذمة ورقبة حسن الكتاني.
ألا يعلم هذا الشيخ أن “محجمة دم أعظم عند الله من هدم الكعبة؟”. ألا يعلم أن كل دم يُهرق بسبب فتاويه، وهو لم يحقق شروط الاجتهاد الفتوائي، وبسبب خطبه وكتاباته سيبقى في رقبته إلى يوم القيامة؟
لكن السؤال الموجه للكتاني: هل في ذمة الراحل دم؟
من مات مات. رحم الله الناس. هل علم حسن الكتاني بخاتمة جمال براوي؟ وهل يدري هو كيف ستكون خاتمته؟
“اللي ما خرج من الدنيا ما خرج من عقايبها”.

Exit mobile version