Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حبيبي لقجع..

محمد عفري
أصل حكاية “حبيبي”، تبدأ من “حبيبي لما عاد..”، أي من الراحل محمد بلحسين الذي كتب كلمات هذه الأغنية الطروبة الرائعة التي تفنن فيها المبدع المرحوم إسماعيل أحمد، وتمر على النسخة المصرية التي تغنت بها الفنانة فايدة كامل، وتستمر آهات ألحانها ومواويلها مع السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والوزير المنتدب في وزارة الاقتصاد والمالية ومدير الميزانية بذات الوزارة، والنائب الرابع لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ورئيس لجنة المالية بهذا الاتحاد، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
“حبيبي لما عاد باح لي بغرامه، والشوق فقلبي زاد حبه وهيامه”، وحبيبك وحبيبنا عزيزي لقجع هو المنتخب المغربي الرديف الذي أبيت إلا أن تشد الرحال من أجله، إلى قطر في عزّ التدابير الاحترازية للسلطات، تحسبا لمتحورات كوفيد 19، وفي مقدمتها متحور “أوميكرون” الذي مُنع بسبب اجتياحه التنقل من وإلى المغرب.
قال لقجع لأحد المنابر الإعلامية قُبيل المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الجزائري، برسم ربع نهائي كأس العرب بقطر “إن لاعبي المنتخب المغربي مستعدون للمباراة، وأنه فضل السفر إلى الدوحة لتحفيزهم شخصيا وتوفير كل الظروف المواتية لهم، لتحقيق الانتصار المنشود”.
كل ما أعرفه ويعرفه كل المغاربة الشغوفين بالمنتخبات الوطنية والمتيمين بحبها إلى حد وضعها ثابتا من الثوابت المقدسة، ولا ينازعهم في عشقها أحدٌ، هو أن اللاعبين فعلا مستعدون، واستعدادهم المتنوع تحصيل حاصل للغاية التي وجدوا من أجلها، في المنتخب المفروض فيه أن يدافع رياضيا عن ألوان البلاد، ليعرضوا ما تناولوه من تقنيات كروية، منذ الصغر، في ما يعرف بــ”مدارس” الكرة في الفرق والأندية التي يعج بها المغرب، إلى أن تحتضنهم المنتخبات الوطنية، ومنها المنتخب الرديف. نعرف أيضا أن الظروف المواتية والنوعية متوفرة للكرة الوطنية وللمنتخبات المغربية بشكل كبير، وعلى حساب خيرات المغرب ونفقات المغاربة الملتزمين بدفع الضرائب. لكن، إن كنا نعرف أن الظروف المواتية لا يمكن توفيرها إلا في آخر مراحل الإعداد، ونعرف أن تحفيزكم الشخصي هو نفس التحفيز الذي أغدقتم به على المنتخب المغربي الأول، في مونديال روسيا 2018، ولم تكن “الغلة” من هذا التحفيز “الشخصي”، سوى خسارتين متتاليتين و”على الرّيق”، ضد منتخب إيران ومنتخب البرتغال، وتعادل بالكاد، أمام منتخب إسبانيا، لنخرج صاغرين بنقطة يتيمة من أول دور، رغم الظروف المواتية جدا، جدا، ورغم التحفيزات المالية التي بلغت الملايير من المال العام، فإننا لا نعرف البتّة ما طبيعة الكلام الذي تناولته مع لاعبي المنتخب الرديف وما صيغته، خلال آخر حصة إعدادية “خفيفة “، قُبيل المباراة، حتى رأينا بأم أعيننا غالبية اللاعبين، على غير مستواهم المعهود، متشنجين نفسيا، يحملون جبالا من هموم المسؤولية المفرطة.
أضاف عزيزي لقجع في كلامه إلى المنبر الإعلامي (الصباح) “أنه يعرف اللاعبين جيدا، وأن هذا المنتخب المتوج بكأس إفريقيا للمحليين (الشان) يعيش أجواء العائلة الواحدة منذ ست سنوات، ويرفض الضغط عليهم أكثر من اللازم، لكنه يحفزهم بالشكل المطلوب لتحقيق المراد”.
لعزيزنا لقجع نقول، إنك لم تتعرف إلى هؤلاء اللاعبين وأنت تراهم يبذلون قصارى الجهود، ويصارعون تحمل هجمات المنتخب الخصم أو يتلقون الإصابتين في سبق، كان من المفروض أن يكون، حسب تحفيزك الشخصي و”الخاص جدا”، سبقا لصالحهم و ليس ضدهم، وعندما عادوا في النتيجة لمرتين. كان تحفيزك غائبا وتحول إلى ضغط طغى على نفسية غالبيتهم، وفي حالة اللاعب البركاوي خير دليل.
أردف لقجع في حديثه إلى المنبر الإعلامي “أن المواجهة مجرد مباراة في كرة القدم، وبحضوره، يضمن وجود كل الضمانات لتسهيل المهمة على اللاعبين وطاقم المنتخب، من أجل الوصول إلى الهدف المنشود”.
من باب السماء فوقنا أن المواجهة بين المنتخبين كانت مباراة في كرة القدم، لكن أن تتحدث عن ضمانات، ونحن لا ندري شكْلَها ولا نوعَها أو قيمتَها، في مباراة لكرة القدم، فهذا يعني أنك فاقدٌ للثّقة في “رجال” المنتخب الوطني الرديف، لاعبين وطاقم تقني وطبي ونفسي.. و.. أما أن تثيرعبارة ” تسهيل المهمة”، ففي ذلك ضرورة لمراجعة المفاهيم وتنويرنا من علمك النير، هل كان منتخبنا الرديف بصدد مباراة رياضية أم في إطار “حرب”، وهذا مربط الفرس من الفرْق، بين التحفيز والضغط. فحبيبك وحبيبنا، سيدي لقجع، لما عاد، عاد خالي الوفاض، والسبب أنت الأجدر بتشخيصه، طيب الله مقامك بقطر، لتحضر النهائي وقرعة الدور الفاصل لإقصائيات مونديال 2022..

Exit mobile version