Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حتى الخضر تسخر من مخطط أخنوش الأخضر

لكبير بن لكريم
تداول رواد مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي صورة لحبة فلفل حلو أخضر اللون نبتت على شكل يد إنسان معقوفة الأصابع والأصبع الوسط على شكل قوس، تحاكي الإشارة البذيئة التي تستعمل خلال تبادل للسب بين شخصين.
وتناقلت تعليقات مليئة بالسخرية من مخططات عزيز أخنوش رئيس الحكومة حاليا ووزير الفلاحة السابق الذي وضع العديد من المخططات لفائدة عالم الفلاحة وأوهمنا بالخير والخمير ورصدت مبالغ مالية باهظة من المال العام من وزارة الفلاحة، لهذه المخططات التي كتب لها الفشل ولم يأت من ورائها إلا الغلاء الصادم للمواطن ووصلت أثمنة الخضر والفواكه بعد هذه المخططات إلى أثمنة خيالية لم يشهدها المواطن المغربي طيلة حياته وأصبح الكل يستيقظ على مواصلة ارتفاع الأثمنة.
وللتخفيف من هول الأثمنة الباهظة حولها المغاربة إلى سخرية للتخفيف من معاناتهم مما وصلت إليه أثمنة الخضر والفواكه التي أصبح يكتوي بنارها صبيحة كل يوم، وأصبح الكل يرسل لأقربائه وأصدقائه صورة حبة فلفل حلوة على شكل يد “مقلزة” والأصبع الوسط يرسل إشارة سخرية وتهكم لما آلت إليه الفلاحة في بلدنا وما أسفرت عنه من ارتفاعات صاروخية لأثمان الخضر والفواكه التي سوف تصبح بعيدة المنال على الفقراء والبسطاء والطبقات الوسطى بدورها.
نتساءل كيف لسياسي فشل في حصد النجاحات من وراء مخططات وضعها ورصد لها مبالغ مالية خيالية جدا، في قطاعه الحكومي وزارة الفلاحة، فأنى له أن ينجح وهو رئيس حكومة في تدبير شؤون الحكومة وفي تدبير شؤون المواطنين، وهو الذي خرج من المنزل مائلا كما يقول المثل المغربي “خرج من الخيمة مايل”.
والمضحك أن عزيز أخنوش أسس مخططاته عند إطلاقها والتشهير لها على ما أسماه بالفعالية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على الموارد الطبيعية، وقال لنا إنها ركائز ألهمت فلسفة إعداد مخطط المغرب الأخضر سنة 2008.
وواصل بالطبل والمزمار أنها أول استراتيجية فلاحية من نوعها يتم إطلاقها وتنفيذها بالمغرب، وضع مخطط المغرب الأخضر تكثيف الإنتاج والاستثمار في صلب آلياته التنفيذية من خلال اعتماد ترسانة من أدوات التدخل الملائمة، حسب سلاسل الإنتاج ومختلف أصناف الضيعات الفلاحية.
هذا الخطاب لا فرق بينه وبين الخطابات التي يطلق عنانها السياسيون خلال الحملات الانتخابية لجلب الأصوات ولاستمالة الناخبين، لكن بمجرد ما يصل السياسي لما كان يتطاحن من أجله حتى يقطع تواصله مع الساكنة التي كان يشنف أسماعها بالكلام المعسول والوعود البراقة ويترك الكل يحلم بجنة عدن.
وضع المغاربة، شهر رمضان الماضي، على محك الاختبار مخطط المغرب الأخضر الذي رعاه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، منذ دخوله عالم السياسة، عام 2007، مع حكومة عباس الفاسي التي تولى فيها وزارة الفلاحة والصيد البحري. انطلقت الاستراتيجية الفلاحية التنموية باسم “مخطط المغرب الأخضر” بعد ستة أشهر على تشكيل الحكومة، واستعان الوزير بمكتب دراسات أمريكي لإعداد مخطط استراتيجي أطَّر السياسة العمومية في القطاع الفلاحي (الزراعي) لقرابة عقد ونصف العقد.
لا ينكر إلا جاحد نجاح مخطط المغرب الأخضر في رفع الإنتاج الفلاحي الخاص بمجموعة من المواد، سيما الموجهة نحو التصدير. نتيجة كانت على حساب المواطن المغربي الذي وجد نفسه، في شهر رمضان، يقتني منتجات محلية (الطماطم، الفلفل الأحمر..) بأثمنة تفوق سعر بيعها في الدول الأوروبية، حتى قيل إن مخطط وزارة الفلاحة “أخضر في عيون الشركات المصدرة، وأسود في عيون المواطن الفقير”.
وفي النهاية تبين أن مخطط المغرب الأخضر فشل فشلا ذريعا في كسب رهانات عديدة، بدءًا بدعامة الفلاحة التضامنية التي طالما تغنى معدو المخطط بأنها السبيل الأمثل لمحاربة الفقر بالقرى، وتجويد ظروف عيش الفلاحين، خصوصا في المناطق النائية والمعزولة، عبر مقاربة متميزة تراعى فيها الخصوصية المحلية، وتقليص الفوارق المجالية بين المناطق.

Exit mobile version