Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حتى الوزراء يكذبون

ما الذي جعل ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي، تنقلب على موقفها السابق بـ180 درجة؟ كانت الوزيرة قالت سابقا إن المغرب ليس بحاجة إلى مصفاة ثم عادت لتنفي ذلك وتقول العكس. جوابا عن سؤالنا نقول: إن هناك عوامل عديدة جعلت الوزيرة تنقلب على كلامها لا كلام غيرها، لكن أهم عنصر من كل هذه العوامل هو أن وزراء هذه الحكومة في المجمل لا يمتلكون استراتيجية للعمل، ويتحركون وفق اليومي وتحت الضغط.
لو كان لدى الوزيرة استراتيجية لكان أمام خارطة طريق واضحة وبالتالي لديها برنامج وخطة عمل للتفاعل مع كل القطاعات التابعة لها، فالوزيرة ظهر أنها لا تعرف مصفاة “لاسامير” ولم تفتح ملفها في يوم من الأيام، وسبق أن أوضحنا في افتتاحية سابقة جهلها المفرط بهذا الملف الحيوي.
من البديهي أن تكون لدى الوزير دراية بالملفات التي تقع تحت تصرفه، ويعرف مستوياتها، والمشاكل التي تعيشها ويكون قد كلف المسؤولين بوزارته بهذه الملفات، مع التتبع الكامل وشبه اليومي، لكن الوزيرة تبين أنها فوجئت بالسؤال حول مصفاة استراتيجية تعيش أزمة منذ سنوات، ولا تعرف مدى حاجة المغرب إليها.
كيف لوزيرة أن تقول مثل هذا الكلام أمام نواب الشعب؟ ما فاهت به يعتبر في الاجتماع الإنساني خروجا عن الصدق. هل يحق لأحد أن يكذب على نواب الأمة؟ أخطر شيء هو أن يتم إلصاق تهمة عدم قول الحقيقة بمسؤول. فما الذي يخلق التوتر اليوم؟ إذا كان الشيء بالشيء يذكر كما يقال فإن الوزيرة لم تبتدع شيئا غير موجود ولكن رئيسها في الحكومة، أي عزيز أخنوش، افتتح مساره في الوصول إلى رئاسة الحكومة بـ”الكذب” على الناخبين، حيث وزع وعودا فلكية كبيرة، ووعد بالجنة فوق الأرض فلم يجد منه المواطنون سوى جهنم الحمراء.
أخنوش هو مؤسس هذه النحلة “الغوبلزية”، أي اكذب واكذب حتى يصدقك الناس، فهو من وعد بـ200 ألف منصب شغل سنويا، والانتخابات كانت في عز كورونا حتى لا يلصقوا بها فشلهم الذريع، ووعد بتعويضات لكبار السن الذين لا يتوفرون على معاش وتعويضات للهجالات وزيادة رواتب رجال التعليم.
لكن كل ما رآه المغاربة من أخنوش هو زيادات صاروخية في أسعار المحروقات بشكل غير معهود، ولهذا استحق هاشتاغ “إرحل”، الذي حاول تبريره من خلال “خبير غفلة” أنه مفبرك وموجه وقادم من الشرق، لكن ما وقع في تيميتار بين أنه واقعي وأن الذين رفعوا “أخنوش إرحل” وبنغمة واحدة، هم عشاق الموسيقى وليس “الإخوان المسلمون”، أي عموم المغاربة الذين اكتووا بنار الزيادات “التاريخية”.
عود على بدء نقول إن الوزيرة بنعلي، التي لم تحسن شيئا في الوزارة هو الصدامات مع المسؤولين المركزيين ورؤساء المؤسسات مثل المكتب الوطني للكهرباء ومكتب الهيدروكاربورات، بطريقتها المتناقضة لن تعمل سوى على تخويف المستثمر الأجنبي الذي لن يثق في وزيرة “تكذب” على نواب الشعب، وتبدو للعالم مضطربة وغير مقنعة ولا تتوفر على خطة.

Exit mobile version