Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حتى لا يكون الهيدروجين الأخضر مثل المغرب الأخضر

الهيدروجين الأخضر مشروع طموح، ويمثل بديلا عمليا للطاقات الأخرى، ويجسد انخراط المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في رفع التحديات التي يطرحها التلوث عالميا، حيث يقدم بديلا يؤكد التزام المغرب بمخارج المؤتمرات الدولية حول الطاقات البديلة ومنها “كوب 22” الذي احتضنته مدينة مراكش، وطالما كان المغرب داعيا إلى الرأفة بكوكب الأرض والحد من الطاقات التقليدية القاتلة، والعناية كثيرا بالطاقات البديلة.
وينبغي التأكيد مجددا على أن “عرض المغرب” من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، مشروع ملكي يمثل انخراط جلالته في الدعوة الدولية لاستبدال مصادر الطاقة، وكان اهتمام جلالته بالطاقات البديلة متقدما بل سابقا حتى على الدعوات الدولية، والمغرب حباه الله بجغرافية تمكنه من هذا الإنتاج، وكان جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ 24 لعيد العرش المجيد، بتاريخ 29 يوليوز 2023، دعا من خلاله جلالته، الحكومة للإسراع بتنزيل “عرض المغرب”، في مجال الهيدروجين الأخضر “بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد”.
البيان الحكومي يفيد أنه تموضع إطار تحفيزي ومواكبة حاملي المشاريع من أجل ضمان نجاح تنفيذ “عرض المغرب”، وتحديد وعاء عقاري مساحته مليون هكتار، وتوفير 300 ألف هكتار لفائدة المستثمرين خلال المرحلة الأولى، ويستهدف “عرض المغرب” المستثمرين أو تجمعات المستثمرين الراغبين في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء كان موجها للسوق الداخلية أو للتصدير أو لكليهما معا.
سجل عندك أيها القارئ الكريم: أن بيان الحكومة يتضمن الاستهلاك الموجه للداخل والخارج. بمعنى تزويد السوق الداخلية بما يلزم من مواد طاقية ناتجة عن “الهيدروجين الأخضر”. وسجل عندك أن الحكومة ستقوم بتهييء المجال والأرض وستقدم اللازم للمستثمرين. وهذا أمر مهم للغاية وليس فيه ما يعاب. لكن العيب ألا يعود المشروع بالنفع على المواطنين.
لدى المغاربة ذكرى سيئة مع مشروع سيء اسمه المغرب الأخضر، ومن سوء الصدف أن من أشرف غعلى المغرب الأخضر هو نفسه من سيشرف على مشروع الهيدروجين الأخضر.
نتيجة المغرب الأخضر واضحىة للعيان من خلال توجيه الزراعات للتصدير لا للاستهلاك الداخلي، في وقت كان يلزم أن تكون موجهة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين الغذاء للمواطنين قبل أن توجه للتصدير، حيث تم استنزاف الفرشة المائية نتيجة زراعات تنافسية تصديرية وها نحن اليوم نعيش تداعيات المغرب الأخضر، حيث أصبح المغرب على أبواب العطش في حين أسعار الخضر ارتفعت إلى عنان السماء.
اليوم لا نريد لمشروع الهيدروجين الأخضر سوى النجاح والمنافسة الأممية، فكل مشروع مغربي ينجح هو فخر للمغاربة جميعا، لكن لا نريده مثل المغرب الأخضر تستفيد منه قلة منتفعة من “تجمع المصالح الكبرى” الذي يهيمن على الحكومة.

Exit mobile version