ارتفعت حدة الصراعات السياسية بين الأحزاب، ودخل زعماء الأحزاب على خط المناوشات و التراشق بالاتهامات، جعلت عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، يرد على بلاغ حزب التجمع الوطني للأحرار الذي اتّهمه بـ”التشويش” على الحملة الانتخابية، بقوله “لم أقرأ البيان بعد، سمعت به فقط من طرف الأصدقاء، ولا أهتم كثيرا بقراءة بيانات بعض الأحزاب، وأضاف وهبي خلال ندوة صحافية عقدها في مدينة تارودانت، مساء الجمعة، أن “ذلك البيان يبقى مجرد حادثة شغل، وستنتهي، وسنعود إلى العمل”، مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ”انزلاقات الحملة الانتخابية، حيث تعلّمنا داخل الأصالة والمعاصرة أن نتجاوز، ولا نعود حتى لو عادوا”.
واستطرد الأمين العام لحزب “البام” شارحا ” نؤمن بأن همّنا الأساسي يتمثل في الدفاع عن الديمقراطية، حيث سنقول الحقيقة دائما، سواء داخل المغرب أو خارجه”، مشيرا إلى أنه “يجب الحفاظ على الديمقراطية ضد المال والمصالح وسوء الأخلاق”.
وكان حزب التجمع الوطني للأحرار استنكر ” ضرب مصداقية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بكاملها، لا لسبب سوى أن وهبي أصبح يهاب المكانة والسمعة الجيدة التي يتمتع بها الأحرار وسط المجتمع المغربي؛ وهو ما شكل حالة من القلق والارتباك والتخوف من مخرجات اقتراع 8 شتنبر.
وشدد حزب التجمع الوطني للأحرار أنه تلقى “باستهجان شديد” التصريحات الإعلامية الصادرة عن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في حقه، “التي تبتغي التشويش على السير الناجح” لحملته الانتخابية، و”نجاحها الجماهيري الواسع في التواصل والتجاوب مع فئات عريضة من عموم المواطنات والمواطنين”.
وأوضح “حزب الحمامة”، في بلاغ صادر عنه، أنه “إذ يتفهم حالة الارتباك والذهول التي أصابت وهبي من مكانة الحزب الراسخة لدى فئات عريضة من المواطنين وفي جميع الجهات، التي هي نتيجة طبيعية لحضوره الوازن في الميدان خلال السنوات الأخيرة دون انتظار مواعيد انتخابية لممارسة الأدوار التأطيرية والبحث عن الحلول الناجعة للمشاكل المعبر عنها، فإنه يرفض رفضا قاطعا المس بحسن سير العملية الانتخابية، والإضرار بصورة المملكة المغربية وإشعاعها الإقليمي والدولي، والتراجع عن المكتسبات الديمقراطية التي حققتها بلادنا”.
كما استنكر الحزب ذاته “ضرب مصداقية الاستحقاقات الانتخابية القادمة بكاملها، لا لسبب سوى أن وهبي أصبح يهاب المكانة والسمعة الجيدة التي يتمتع بها ‘الأحرار’ وسط المجتمع المغربي، وهو ما شكل حالة من القلق والارتباك والتخوف من مخرجات اقتراع 8 شتنبر”.
وجاء في البيان أن فداحة الاتهامات الموجهة إلى الحزب تتجاوز ضرب صورته لدى المواطنين، ومصداقية المؤسسات الوطنية، بل تتعداها لتمس المواطن المغربي في ذمته وكرامته، وبممارسة وصاية وهمية عليه، خدمة لحسابات سياسية مغرقة في الأنانية الحزبية الضيقة”، يضيف المصدر ذاته.
كما أكد حزب التجمع الوطني للأحرار في آخر بلاغه أنه “يحتفظ لنفسه بحق الرد على هذه الاتهامات بكافة الوسائل التي تحفظ لمناضليه كرامتهم، وللمغاربة أجمعين حقهم في ممارسة اختياراتهم في التصويت دون ضغط وتشويش على الحزب الذي سيختارونه”.
أظهر البيانات الإحصائية التي ينشرها “فايسبوك” أن الصفحة الرسمية لحزب التجمع الوطني للأحرار تنفق 6 آلاف دولار (حوالي 6 ملايين سنتيم) يوميا للترويج لما تنشره من منشورات وفيديوهات وملصقات وكبسولات وشهادات على واحدة من صفحاتها الرسمية الوطنية، وفق معطيات الشفافية التي نشرها الموقع.
ودخل عزيز رباح رئيس مؤسسة منتخبي حزب “العدالة والتنمية”، على الخط ، قائلا ” إن حصيلة الحزب في تدبيره للجماعات الترابية “مشرفة”، مشددا أن “البيجيدي” “سيحتل المركز الأول في المدن ذات النظام اللائحي”، وأشار رباح في تصريح لموقع حزبه، أن ما تعرض له حزب “العدالة والتنمية” بسبب نجاحه في التدبير والتسيير من خلال “تحالف ثلاثي بين المال وبعض المنابر والصفحات الإعلامية، وتغيير القوانين من خلال القاسم الانتخابي والعتبة”، لا يضر العدالة والتنمية وفقط، بل يضر ديمقراطيتنا ويضر بلدنا”.
وطالب رباح بفتح تحقيق في “الانزال المالي الكبير والرهيب، مؤكدا أن من ينزل اليوم بالمال بهذه الكثرة في الانتخابات، إما أنه سرقه للمغاربة أو سيسرقه منهم، داعيا أجهزة الدولة إلى البحث والتحقيق في مصدر هذا المال الكثير، وشدد أن إزالة العتبة في الجماعات الترابية سيبلقن المشهد السياسي، ولن يستطيع أي حزب أن يصل إلى أغلبية، معبرا عن أسفه لأحزاب وطنية كانت لسنوات تناضل من أجل ترشيد المشهد السياسي فصارت اليوم “تدافع عن البلقنة بشكل غريب”.
حرب الاتهامات تستعر بين أخنوش ووهبي
