تتجه حركة تصحيحية بحزب التجمع الوطني للأحرار، الى فضح إختلالات تدبير وتسيير الحزب بعقلية مقاولاتية وتحويل حزب وطني الى “شركة تجارية”، حيث أكدت الحركة التصحيحية لحزب التجمع الوطني للأحرار في أول بيان لها، أنها تسعى إلى إعادة الحزب لمساره الطبيعي وإخراجه من منطق التسيير المقاولاتي لمنطق التسيير الديمقراطي كباقي الأحزاب.
وتشدد الحركة، على أن تشكلها جاء بعد فرض المركز لأسماء بعينها بدل القبول بالنتائج التي أفرزها التصويت، إضافة إلى عدم احترام بنود القانون الأساسي للحزب، و سجلت الحركة غياب الحزب عن مواكبة القضايا الوطنية الكبرى وحتى الدولية، والاكتفاء بديباجة بلاغات موسوعة بلغة الخشب، زيادة على تحويل “الأحرار” عبر مكتبه السياسي وعبر البرلمان إلى مدافع عن عزيز أخنوش صاحب الشركات بدل الدفاع عن الشخص كرئيس الحزب.
وشدد عبد الرحيم بوعيدة الناطق الرسمي باسم الحركة، على أن هذه الحركة نواة لمجموعة من مناضلي ومناضلات حزب التجمع الوطني للأحرار بمختلف جهات المملكة، والذين تضرروا من سياسة الحزب منذ 2016 إلى الآن، وهي سياسة التهميش، والتعيين في الهياكل بمنطق الولاء والقرب من الزعيم بدل منطق الديمقراطية.
وأفاد بوعيدة في تصريح صحفي، الى أن هذه الحركة جاءت لتصحح هذا المسار وتطالب بعقد مؤتمر استثنائي، لأنه منذ 2016 وإلى غاية اليوم مرت أربع سنوات في هذه الولاية دون أن يحظى الحزب بالمكانة الحقيقية، إضافة إلى أنه بات بدون حلفاء، لذلك ينبغي تجديد الدماء داخل الحزب، وأوضح بوعيدة أن مطالب الحركة التصحيحية تهدف إلى الابتعاد عن منطق الشركة، والخلط بين زعيم الحزب وزعيم الشركات، لدرجة بات من غير المعروف ما إذا كان الحزب ملحقة تابعة للشركة، أم أنه فعلا قائم بذاته.
وأكد الرئيس السابق لجهة كلميم واد نون، أنه لا يوجد تواصل مع قادة الحزب رغم كل المراسلات لغياب منطق الديمقراطية، وهناك إثباتات للخروقات الموجودة داخله، لكن لا يوجد مجيب داخل ” الأحرار”، ما اضطرهم إلى الخروج كحركة تصحيحية، حيث على أن هذه الحركة هي كأي حركة تصحيحية داخل حزب سياسي، ويمكن أن تنجح كما يمكن أن تفشل، لكن الأساسي منها هو خلخلة الحزب، حتى لا يظل جانب واحد هو المسيطر داخله، ويظل يعتبر نفسه أنه بالمال والسلطة سيسيطر على المناضلين ويحولهم إلى أجراء.
ووجه بوعيدة رسالة الى عزيز أخنوش، يقول فيها “..ألتمس لكم كل العذر في عدم مواكبتكم لما يقع داخل حزبكم، فالجمع بين السياسة والأعمال يشبه تماما الجمع بين زوجتين لا تناغم بينهما ، من الصعب ارضاءهن جميعا لكن من المنطقي تطليق واحدة والاكتفاء بالأخرى هو الحل تماما في حالتنا هذه..”.
وأضاف في رسالته ” في كل حزب مناضلون يناقشون، يختلفون، لكنهم لايعزفون لحنا واحدا ولا يتلقون التعليمات كما في المقاولة.. في حزبكم اختلط الأمر على البعض وأصبح يسير الحزب بمنطق السوق لا بضرورات السياسة..هناك خلط اليوم داخل حزب الأحرار بين وافدين جدد وبين مناضلين بني الحزب على أكتافهم وتحولو إلى غرباء يجلدون وينكل بهم في محاولة للتصفية النهائية”.
وكتب قائلا” اخترت بكل احترام أن أكتب لكم، أن اصارحكم ولو بشكل موجع بالحقيقة التي لايصلكم سوى نصفها، فقد كنت رئيسا لجهة بإسم حزبكم وهمسو في أذانكم ذات يوم أنني انفصالي وعنصري ويجب أن أزاح بخطة ضربت عصفورين بحجر واحد من عائلة واحدة ، إنه إبداع يحسد عليه من خططو له، مضيفا ” أتمنى أن يتسع صدركم للنقد البناء وأن تصغي ولو بقليل من الثقة لصوت جديد لايتقن التزلف ولا التودد لكنه يحكي صدقا في زمن عز فيه الصدق وكثر المنافقون وما أكثرهم حولك للأسف”.
وتابع قائلا” ليس في رسالتي مايقلل من الإحترام الواجب فأنتم تقودون حزبا جاوز الأربعين بسنوات، المفروض أنه شب عن الطوق وعليكم الإنصات لمن يقولون لا قبل الذين يرددون نعم لكي يحظو فقط بمنصب أو تزكية، لست وحدي من يرفع عقيرته بالصراخ فإن كتبت لكم فعذري أني لا أعرف غير الكتابة سبيلا حتى وإن كان يصيبني شظاها لكنها قدري الذي لامفر منه”.
