Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حسن أوريد وعقدة الناطق الرسمي صاحب البيان الوحيد

قالت العرب قديما “من كثُر كلامه كثر سقطه”، وهذا ما وقع لحسن أوريد، بعد إصابته بالإسهال في الكلام، وبعد استمرائه لألقاب لا يملكها، حيث أصبح فيلسوفا حتى دون أن يدرس الفلسفة ولا أن يكتب مقالا واحدا في الفسلفة ناهيك عن اجتراح مفاهيم فلسفية كما العادة في الحصول على هذا اللقب، أو المؤرخ، دون أن يغرق في صفحات التاريخ المترامية التي لا يمكن الإمساك بتلابيبها إلا لمن زهد في كل شيء من أجل البحث العلمي، والروائي رغم أنه يكتب حكايات دون اقتراحات جمالية.

وبقدر ما يستغل الألقاب السابقة التي حازها بفضل “المخزن” يحاول التخلص منها. فقد كان الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، لكن من غير المفهوم أن يكون الناطق الذي قرأ بيانا واحدا، ووالي جهة مكناس تافيلالت المترامية الأطراف، وقصة ولايته تصلح لتكون مادة تاريخية مهمة، لتصرفات محسوب على القصر عندما يتولى مهمة جهوية. ومؤرخ المملكة وهي مهمة رسمية حاول أن يستخرج منها صفة رسمية.

كان حريا بأوريد أن تمنعه الألقاب السابقة من كثرة الحديث باعتباره كان محسوبا على رجال الدولة ورجال الدولة من سماتهم التحفظ وليس الإسهاب والإسهال، وحتى في أحاديثه كان عليه ألا يبوح بما كان من الأسرار التي شارك فيها، ويريد اليوم التنصل منها.

وإذا كانت الأشياء بأضدادها تعرف، يمكن الحديث عن شخصية متميزة في محيط الملك، لكنها تمشي في الأسواق حقيقة، ويتعلق الأمر بعبد الحق المريني، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، رجل يلتقيه من يعرفه يوميا يقتني حاجياته بنفسه من أسواق المدينة ومرافقها، دون أن يثير ضجة، وعندما يتحدث إلى الإعلام أو في المنتديات العمومية يتكلم في الأدب وهو أديب حقيقة لا تطفلا، وله كتابات جميلة وليس شاحبة مثل صاحب “سيرة حمار”.

ويمكن أن نسرد مثالا أيضا المستشار الملكي عباس الجيراري، وهو من هو في الآداب والتاريخ ومن أعلامه المرموقين، ولا يتحدث إلا فيما يعرف وهو فقيه مفوه له إسهامات في التجديد الديني دون ضجة بعض المتنطعين، وعندما أخطأ في قبول دعوة غير واضحة قالها بصريح العبارة إنه لم يكن على دراية بالجهة المنظمة.

هكذا يمكن أن ينعث رجل الدولة. يتكلم في حدود ويتجنب الإسهال لأنه مثار السقوط في المحظور. أوريد أراد أو لم يرد هو جزء من تاريخ المخزن باعتباره تتلمذ في المدرسة المولوية وتولى مناصب في البلاد باسم هذه التلمذة وبقربه من القصر بنا مجده المعنوي والمادي، وبالنتيجة لا يمكن التخلي عن جزء من التاريخ والاحتفاظ بالباقي. إذا كان جريئا فليتخلى عنه بالكامل. فليرمي هذا التاريخ بكل ما فيه. يرمي المادي ومنه المعنوي ويعش حياة طبيعية. لكن هو اليوم أصبح ما أصبح عليه نتيجة قربه السابق من القصر وما كان ليهتم به أحد لولا هذه القرابة.

Exit mobile version