Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حصيلة الثورات الملونة…تونس ومصر وليبيا

14 يناير 2011 لحظة تاريخية مهمة بالنسبة للشعوب العربية. التي استيقظت من غفوتها وحلمها على حقائق مرعبة. ظنت أنها تعيش حالة ثورية بامتياز فظهر أنها ثورات ملونة ومخدومة تم فيها تجريب وسائل التواصل الاجتماعي كفواعل مؤثرة. بدأت شرارة الاحتجاج في تونس عقب إحراق البوعزيزي لذاته لما صفعته شرطية. في مجتمع عربي لو صفعه شرطي لهضمها، ولكن بما أنها أنثى لم يرض بالوضع. ولا نعرف ماذا قال للشرطية حتى صفعته أو ماذا دار بينهما. والحقيقة الكبرى التي تريد أن تجعل منه بطلا باطلة، لأن البوعزيزي لو كان يعلم أن الثورة قادمة لانتظرها.
لقد نجحت الثورات الملونة في أوروبا الشرقية في ضمان تبعية هذه الدول للمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن لم تجعل منها مجتمعات متقدمة، إذ تمثل اليوم عبئا على المجتمعات الأوروبية لأنها غير منتجة لكن دورها في الجغرافية السياسية قوي من خلال التصدي لروسيا والانخراط في حلف الناتو.
ما وقع في العالم العربي هو شبيه بالثورات الملونة غير أنها في جغرافية قاحلة لم يكن لها لون، وكان الغرض منها تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، وبلعت الجماهير التي خرجت بعفوية مطالبة بالإصلاحات الطعم، وانتقلت نحو مطالب ثورية، وحدثت الثورة التي بلا طعم في تونس، ورحل الجنيرال بنعلي تم انتقلت الأمور إلأى مصر وكانت التكلفة أكبر تم ليبيا.
فهل حققت الثورات مبتغاها؟ طبعا لا، فلماذا؟ لأنها أصلا لم تكن ثورات، ولكنها خدعة كبيرة تم تمريرها تحت أصوات وحناجر شباب لم يستوعبوا ما يجري حولهم، بمن فيهم من تم توظيفهم، حيث تم التخلي عن أغلبهم بعد أداء المهمة، وحتى الجماعات الإرهابية تم توظيفها في هذا السياق تحت مسمى تسليح الثورة من أجل حماية الشعب، ومن بقي منهم عالقا لم يعد مشغلوه يسألون عنه باستثناء من ما زالت الحاجة إليهم قائمة.
الثورة ليست نزهة شباب وشابات في الساحات العامة، ولكنها أولا فكرة وقيادة وتنظيما قادرا على حماية الثورة من الاختراق، ولا تخلو ثورة في العالم من محاولات التحريف والاختراق والتوظيف والسطو. إذا كان هذا يقع في الثورات الحقيقية فما بالك بالثورات الملونة والتي لا لون ولا طعم لها؟
كان بنعلي دكتاتورا ومعه كان التوانسة يأكلون الخبز، ذهب وجاءت معه قيادة الثورة لكن بدكتاتورية ناعمة وتراجع كبير على المستوى الاجتماعي. من كانوا في الشارع مطالبين برحيل بنعلي لم يربحوا مقعدا واحدا في الانتخابات وسطت حركة النهضة على زمام الأمور، وأقصى ما تم القيام به هو ضرب السياحة والاقتصاد التونسي ورهنه للسياسيات الإقليمية. وكادت مصر أن تنجر إلى أتون لن تخرج منه لولا الدولة العميقة المتمثلة في الجيش، وكانت ليبيا على عهد القذافي، الذي يحكم لوحده، أفضل ألف مرة من الوقت الحالي.
في المغرب، نحمد الله أن لدينا ملكا عاقلا ومتبصرا، حيث استبق مطالب الشارع بإصلاحات عميقة وامتص الموجة وحول الأزمة إلى فرصة في طريق المزيد من التقدم والاستقرار.

Exit mobile version