Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حق تقرير مصير الشعب القبايلي

سكت المغرب على إرهاب جزائري في حق الشعب المغربي لمدة تزيد عن 46 سنة، وتجاوَزَ للقادة الجزائريين التدخُّلَ في شؤوننا الداخلية، عل وعسى أن يفهموا أن الزمن تغير وأن جدار برلين سقط والحرب الباردة انتهت، والعالم دخل عصر الأقطاب المالية والتكتلات التجارية والصناعية والاقتصادية، وأن العيش في بيت معلَّق لم يعد مقبولا، لأن العالم أصبح قرية صغيرة أصبحت فيها المعلومة بالسمع والمشاهدة في متناول كل سكان الكرة الأرضية في نفس الثانية أي في نفس التوقيت.
للأسف أن القيادة الجزائرية العسكرية تناست من جهة، التغيير السياسي والدبلوماسي وحتى العسكري، ومن جهة ثانية تجاوزها الزمن بفعل التحولات المختلفة الطارئة في العالم أجمع، حيث إن الطفل الصغير أصبح في عصر التكنولوجيا الرقمية، يفهم ما يجهله القادة الجزائريون، والدليل هو الاتهامات المجانية والمجانبة للصواب التي صدرت مما يسمى بالمجلس الوطني للأمن الجزائري، في حق المغرب حول الحرائق التي ضربت منطقة القبايل المناهضة للنظام الجزائري والاتهامات المكتوبة التي قرأها لعمامرة الذي أتت به الشرذمة العسكرية الحاكمة للجزائر من أرشيف الخارجية الجزائرية وأملتها عليه في محاولة مكشوفة لـ”إحراقه” وإعداده للسجن مثل سابقيه.
تحدثت الجزائر مرة أخرى عن تقرير المصير وقد أجابها السفير عمر هلال، مشكورا، نيابة عن كل المغاربة وعن كل المؤسسات المغربية، كاشفا لها أن تقرير المصير معطى لم يعد له من وجود في المغرب لأن المصير يوجد حقا بين أيدي الصحراويين المغاربة الذين قرروا بناء أقاليمهم الجنوبية بأياديهم وسواعدهم شامخة مزدهرة متطورة بالتنمية المجالية اجتماعيا وسياحيا وتجاريا وصناعيا واقتصاديا، والدليل على تقرير مصيرهم هو الزخم الكبير من القنصليات التي فتحها الصحراويون فوق تراب عاصمة وادي الذهب، العيون، وفوق تراب جوهرة هذه الأقاليم، الداخلة.
مما لا شك فيه أن الذي يفرض اليوم الحق في تقرير المصير هو الشعب القبايلي بالجزائر الذي يعاني الأمرين، فهو من جهة محاصر من قبل شرذمة العسكر الحاكمة في الجزائر والمتحكمة في خيراتها، ومن جهة ثانية محاصر بكل أشكال التخلف والاضطهاد والقمع وغيرها، وخير دليل الحرائق التي افتعلها نظام العسكر الجزائري ليحارب المناضلين القبائليين ومقاومي هذه المنطقة التي تتوق إلى تحرر حقيقي عبر الحراك وعبر أشكال أخرى من النضال، مؤمنة أشد الإيمان بأن استمرارها تحت قيادة الشرذمة الحاكمة من العسكر هو استمرار في الجحيم والموت البطيء.
لا بد هنا من الإشارة إلى أن المغرب ظل لأكثر من 46 عاما يعاني من خطابات القادة الجزائريين من قبيل حق تقرير المصير وحقوق الإنسان والقمع ضد الصحراويين وغيرها، وظل يتعامل مع الملف على أنه ملف طارئ سيعود، بصدده في يوم من الأيام الأشقاء الجزائريون إلى رشدهم و يرمون بخطابات الكراهية إلى مزبلة التاريخ. غير أن هذه الخطابات اتضح أن لا نهاية لها إلا بنهاية هذه الشرذمة الحاكمة، لذلك قرر المغرب أن يذيق حكام الجزائر خطاب تقرير المصير وخطاب الانفصال وخطاب حقوق الإنسان، إلا أن الفرق هو أن المغرب يبني الصحراء المغربية بأيادي وسواعد أبنائه الصحراويين في إطار مشاريع تنموية شاملة عن طريق البنيات التحتية من طرق ومستشفيات ومعاهد عليا وجامعات ومركبات ثقافية ورياضية في حين تصر الجزائر على إبقاء منطقة القبايل في معاناتها مع أشكال التهميش والفقر وفنون القمع، لذلك، لا مناص لمنطقة القبايل من الحق في تقرير مصيرها ومن الاستقلال من شرذمة العسكر الجاثم على صدور كل الجزائريين، وذلك مطلب المناضلين القبايليين من داخل منطقتهم ومن خارجها..

Exit mobile version