Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حكومة أخنوش…التاريخ بصيغة الوجبات السريعة

لم يمض على الحكومة، التي يترأسها عزيز أخنوش أحد كبار “تجمع المصالح الكبرى”، سوى سنة وثلاثة أشهر، من ممارسة العمل الوزاري، لكن مرت فيها أحداث كثيرة، من كثرة خفتها نخالها أعواما وليس أشهرا وأياما، فمشكلتنا اليوم أننا نتعامل مع الوقائع بصيغة الوجبات السريعة، فكل حدث يسلمنا لآخر دون أن نشبع الأول درسا وقراءة، ودون أن تكون مشاكل الأول قد تم حلها.
لقد أنسانا خطاب تنصيب الحكومة بالبرلمان الوعود الفلكية التي أطلقها عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، وأنسانا التحالف الثلاثي أن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، سبق أن اتهم أخنوش بضياع 17 مليارًا مطالبا بالتحقيق حول مصيرها، وأنسانا استوزاره أنه أخذ عهدا على نفسه إما أن يكون رئيس الحكومة أو لا يكون حتى لو كان حزبه مشاركا فيها.
ليس هذا هو المهم لأن هذا بمنطق الوجبات السريعة من التاريخ البعيد جدا، لكن السؤال اليوم هو أن من يتحدث عن “الشان” بالجزائر وما صاحبه من تصرفات صبيانية، يحاول أن يجعل منها مطية للتغطية على ما يجري عندنا. الجزائر خصم حقود وسيئ للغاية منذ خمسين سنة وليس اليوم فقط، وما يقوم به اليوم هو مجرد تنويع على عدائه.
لكن دعونا نعود إلى حديث البغل كما يقول المغاربة.
أين شعار أخنوش إرحل؟ في إحدى الفترات امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ “أخنوش إرحل”، احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المحروقات المهول، حيث كانت المطالبات قوية برحيل أخنوش، ووصلت حد طلب التدخل الملكي، ثم سكت الجميع ونسينا هذا الهاشتاغ، وجاء كأس العالم وعشنا لحظات المتعة، التي لا يمكن تعويضها والنتائج المهمة التي حققها المنتخب الوطني.
أكثر من شهر من الزمن لا حديث سوى عن المنتخب الوطني وأبناء الشعب الذين حققوا المعجزات، وكان الشعب كله معهم، ثم انتهى المونديال وعاد المنتخب واستقبلناه استقبال الأبطال، ولأننا لا نستحق الفرح الدائم، خرج وزير العدل ليصنع النكد.
نسينا الأبطال، ونسينا النموذج المغربي، الذي أصبح الجميع يطالب بتعميمه في الإدارة والوزارة والحكومة وجميع المؤسسات العمومية، ونسينا نموذج الركراكي المغربي القح، الذي اختار أن يكون مغربيا وكان بيده أن يلعب لمنتخب فرنسا، نسينا هؤلاء بعد فضيحة امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، حيث نجح ابن الوزير، الذي قال عنه “باه لاباس عليه وخلص عليه وقرا فكندا”، في ضرب لسمعة الجامعة المغربية، وما تلا ذلك من جدل واسع وبيان وبيانات مضادة وخروج إعلامي للوزير متحديا الجميع.
وكان المطلب هو إقالة الوزير أو تجميد نشاطه وفتح تحقيق في الموضوع، لكن الحكومة هربت إلى الأمام أو دست رأسها في الرمال.
اليوم نسينا هذا التاريخ ودخلنا وجبة أخرى اسمها “الشان”. لا يا سادة نحن نعرف العدو وهذا سلوكه، فأرونا أنتم ماذا فاعلون.
إذا كانت الذاكرة في جمعها أصبحت مثل الوجبات السريعة فعلى المثقفين وعلى رأسهم الصحفيون عدم الاستسلام لهذا المنطق والمطالبة بالعودة إلى “حديث البغل”. أين أخنوش إرحل؟ وأين امتحان المحاماة؟

Exit mobile version