Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حماية الرموز الوطنية

سيتم تتويج الإنجازات التي حققها المنتخب الوطني باستقبال جماهيري على طول الطريق الرابطة بين مطار سلا الدولي والقصر الملكي بمدينة الرباط، حيث سيحظى بلقاء جلالة الملك محمد السادس الذي سينظم حفل عشاء على شرف أعضاء النخبة الكروية الوطنية وسيمنحهم أوسمة وطنية رفيعة المستوى، عرفانا من قائد البلاد بهذه التضحيات الجسام لعناصر منتخبنا، الذين قدموا الشيء الكثير.
هذه الاحتفالية الكبرى، التي ينظمها المغرب ملكا وشعبا، هي عنوان للامتنان والتثمين لهذا المنجز الرمزي الضخم، وأحيانا يقوم البعض بفعل بسيط لكنه يكون عظيما عند الله والملك والمجتمع، وحسب معلومات دقيقة فإن حكيم زياش، اللاعب المتألق تبرع بعائدات مشاركته في المونديال للفقراء، وقد يحذو حذوه باقي اللاعبين، وهي التفاتة غير بسيطة وعمل رمزي دقيق ومشجع.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن عملا بسيطا قام به عنصران من عناصر الأمن الوطني تجاه العلم الوطني، استأثر باهتمام بالغ من قبل المواطنين، وتقاسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو المؤرخ لهذا الحدث كما تم تبادل الحدث عبر تطبيقات التراسل السريع، ويتعلق الأمر بقيام شرطيين كانا في الشارع، وقطعا مسافة طويلة تحت الأمطار المتهاطلة قصد تسوية وضعية العلم الوطني الذي نزل إلى الأرض (لا يجوز في حقه السقوط) بسبب الأمطار والرياح.
الفيديو المسجل بشكل عفوي أرخ لفعل كبير رغم بساطته المادية، فقد قام العنصران بأخذ الراية الوطنية وطيها وتقديم التحية لها كما ينبغي لعلم وطن كبير، وحمايتها من أن تتسخ، ولا يمكن بالتالي السماح بتعريضها لأي نوع من أنواع الانتهاك.
مهم في هذه النازلة الالتفاتة الجميلة لعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تجاه عنصري الأمن. من الناحية العملية والقانونية لم يقوما سوى بعملهما، باعتبارهما من عناصر حماية الوطن وأمنه وسيادته ورموزه. لكن أراد حموشي أن يقول للجميع: ليس عيبا أن نجازي كل من قام بالتضحية حتى وهو يؤدي واجبه. قام بشكرهما ومكافأتهما.
هذه الالتفاتات الرمزية لكل من يصنع شيئا للوطن كبيرا أو صغيرا كفيلة بأن تعيد الروح للرموز الوطنية وحمايتها من ظروف “الغفلة”. عناية المسؤولين بمن يحقق إنجازا هو عامل محفز لباقي المواطنين كي يضحوا من أجل الوطن، لأن أي واحد يريد عرفانا لا جزاء. قد لا يبحث أي واحد ممن يقوم بالتضحيات اللازمة عن تعويض عما قام به لكن يبحث الجميع عن العرفان وهو أكبر تعويض ولا يقوم مقامه أي تعويض مادي.
لاعبون يقولون في حواراتهم لما بلغتنا تهنئة جلالة الملك ورأينا تشجيعات المواطنين بمدرجات الملعب وعبر الفيديوهات عبر العالم شعرنا بالفخر وبالمسؤولية الكبيرة.
أحيانا تتزامن الأحداث الكبيرة مع الأحداث الصغيرة، لكن في خدمة الوطن تتساوى الأعمال والتضحيات كل حسب طاقته وموقعه، لكن ينبغي أن نعترف للجميع بالخدمات مهما كانت “ولا تبخسوا الناس أشياءهم”.

Exit mobile version