Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حوار بين عزيز أخنوش وعبد الله العروي

إدريس عدار
أدارت مجلة فلسفة الفرنسية حوارا بين أولاف شولتز، المستشار الألماني، وأكسيل هونيت، الفيلسوف الألماني المعروف بتركيزه على الفسلفة الاجتماعية والذي محور أغلب أبحاثه ومحاضراته وكتاباته حول ما اسماه “نظرية الاعتراف”، وإلى حد ما هو يحاول تجديد أطروحات “النظرية النقدية” لمدرسة فرنكفورت.
في بداية الحوار، الذي جرى بالألمانية وتمت ترجمته للفرنسية، تحدث شولتز عن انتمائه اليساري، حيث انتمى للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألملاني سنة 1975، الذي كانت لديه نزوعات عمالية ماركسية، ولهذا توجه في مهتنته، أي المحاماة، غلى الاهتمام بقانون الشغل.
في الحوار شرح شولتز الانتقال نحو الديمقراطية الاجتماعية والاقتراب من الليبرالية، وهذه التحولات حصلت خلال سنوات، واليوم هو المستشار الألماني أي رئيس الجهاز التنفيذي وهو ما هو عليه اليوم منخرط في حرب المعسكر الغربي ضد روسيا الاتحادية.
لا يهم الموقف مما قال، ولكن من خلال الحوار تعرف أن شولتز رجل له أفكار يؤمن بها، وأن التحولات التي عاشها كان واعيا بها تمام الوعي، ولم تقده الظروف إلى هذا الموقع.
والحوار بين السياسي والفيلسوف يطرح تحديا كبيرا، خصوصا وأن السياسة هي اهتمام بالسريع واليوم والمتحول والجاري، وهي بحث عن ممكنات الخروج من الأزمات، بل حتى صناعة المقالب، بينما الفسلفة هي التفكير المتأني وهي صناعة المفهمة بتعبير جيل دولوز، لكنها صناعة تتم على نار هادئة.
اكسيل هونيت انتمى أيضا إلى نفس الحزب لكن قبل شولتز غير أنه فر بجلده باكرا، معترفا أنه لو بقي في السياسة ما كان ليكون ما هو عليه اليوم، غير أنه مهتم بشكل كبير بكل التحولات التي يعرفها المجتمع.
طوال الحوار تشعر بأن المستشار لم يكن محرجا في مواجهة فيلسوف كبير، ولكن لديه ما يطرحه، وان لديه رؤية للأمور وللتحولات التي عرفها اليسار بل حتى مفهوم العمل.
المهم هنا أن هناك نقاش بين السياسي والفيلسوف.
لنأت هنا إلى هذه الجغرافية:
هناك قطيعة بين السياسي وكلما هو ثقافي، بل حتى المثقف تجده منعزلا في جزيرته الصغيرة. مثقف كبير وناقد من العيار الثقيل الذي تابعت إنتاجه ومنذ زمن طويل فوجئت عندما قرأت له كتابا عن الربيع العربي. وجدته لا يختلف في شيء عن الرائج والدعائي الذي تبثه القنوات التلفزية ووسائل التواصل الاجتماعي.
لنأت هنا إلى هذه الجغرافية ونقترح:
لماذا لا يجري حوار بين عزيز أخنوش وعبد الله العروي. الأول باعتباره رئيس الجهاز التنفيذي والثاني باعتباره أشهر واحد يشتغل بالفلسفة. لن يكون أخنوش هو شولتز ولن يكون العروي هو هونيت. وبما أن المغرب ليس هو ألمانيا فلا بأس بحوار على هذا المستوى وهذا الاختيار.
أول سؤال سيطرح على أخنوش كما طرح على شولتز هو سؤال البدايات. ولكم أن تتصوروها. العروي اشتغل بالفلسفة لكن يبدو أنه انعزل كثيرا في برجه.

Exit mobile version