Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

حياة معلقة لعائلات عراقية عائدة من سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية

A woman walks near her tent at the Jadaa rehabilitation camp for the displaced near the northern Iraqi city of Mosul, on May 11, 2022. - About 30,000 Iraqis, including 20,000 children, are still in northeastern Syria, in camps where refugees and displaced live alongside families connected to the Islamic State (IS) group. But unlike some Western countries, Iraq has bet on repatriation, whcih remains an extremely sensitive issue, and raises the thorny question of reconciliation. (Photo by Zaid AL-OBEIDI / AFP)

تتطلع العراقية عواطف مسعود البالغة من العمر 35 عاما للعودة إلى قريتها في الأنبار بعد ثلاث سنوات قضتها في سوريا، لكن مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي محط ة ضرورية قبل ذلك، لاستبعاد أي فكر متطرف وتقديم دعم نفسي.

كما كل قاطني المركز، وهو جزء من مخيم يأوي نازحين ويقع جنوب مدينة الموصل في شمال العراق، كانت عواطف مسعود في مخي م الهول في شرق سوريا الذي يضم عائلات عراقية وأجنبية لعناصر في تنظيم الدولة الاسلامية.

لا يزال نحو 30 ألف عراقي عالقين في الهول، بينهم 20 ألف طفل، وفق وزارة الهجرة العراقية.

لكن إعادتهم تطرح إشكالية حساسة هي المصالحة في بلد لا تزال فيه العائلات المتهمة بالارتباط بتنظيم الدولة الاسلامية، الذي أعاث خرابا في المدن والقرى وارتكب المجازر، مرفوضة في مناطقها الأصلية.

تعيش عواطف التي بدا التعب على ملامحها، في المركز منذ أربعة أشهر. وتقول “هنا تقد م لنا المنظمات الدعم النفسي عندما يلاحظون أننا نشعر بالحزن. توجد أنشطة مثل الحياكة، وصناعة الحلويات”.

وتضيف “يذهب أولادي إلى المدرسة” العامة في المخيم، و”بدؤوا الامتحانات”.

عند سؤالها عن ارتباطها بالتنظيم، قالت عواطف “أهل زوجي كانوا في التنظيم، أجل، لكن الآن، لا أعرف”. أما زوجها، فقتله التنظيم.

بقي ثلاث من أطفال عواطف مع أهل والدهم في سوريا. وتقول “أنا الآن أنتظر عودة أطفالي. وبعدها أريد العودة عند أهلي في الأنبار”.

تتلاصق حولها الخيم التي تأوي 452 عائلة أعيدت حتى الآن. للوصول إلى هناك، لا بد من المرور بنقطة تفتيش أمنية عند مدخل المركز الواقع على أطراف البلدة المحاذية وسط أرض قاحلة. ويحظر الدخول بدون تصريح من السلطات.

تحاذي المخيم البيوت الخرسانية المترامية على أطراف البلدة التي ترتفع في شوارعها صور عسكريين قتلوا خلال المعارك مع التنظيم.

في المركز، تقر بعض النساء اللواتي قابلتهن فرانس برس، بارتباط أزواجهن أو أقربائهن بتنظيم الدولة الاسلامية، في حين نفت أخريات أي علاقة.

يشرح مدير دائرة الهجرة والمهجرين في نينوى خالد عبد الكريم أن “هذا المركز ليس من أجل حجز العائلات وحصرها وإنما هي عملية ترانزيت”. تعمل أيضا منظمات دولية ومحلية في إطار عملية التأهيل.

تقوم الفرق التابعة لوزارة الهجرة بمساعدة العائلات على الحصول على أوراق قانونية.

بالتوازي، “لدينا تعاون مع فريق الأمن القومي”، وفق عبد الكريم، “لديهم فرق جوالة من أجل أخذ استبيانات… ومعرفة ما إذا كان لدى (العائلات) أفكار مخالطة” في إشارة إلى التطر ف، بالتعاون “مع مجموعة باحثين مختصين في الدعم النفسي”.

ويوجد في المركز “فريق مختص بكيفية معالجة وصمة عار داعش، لدينا بعض العائلات أفرادها كانوا منتمين لعصابات داعش. في نهاية المطاف الحكومة العراقية هي الأب الروحي لهذا المواطن فكانت النظرة الأبوية أنه لا بد من معالجتهم وإعادتهم”.

يقر بأن بعض العائلات “تأث رت بهذا الفكر، لكن العدد قليل جدا”.

ويوضح “بتواصلنا اليومي مع العائلات… لم نجد أي حالة رفض لكل…الفعاليات الاجتماعية أو حتى تواجد للنساء مع الرجال… وكذلك الأطفال والملابس، لا توجد هناك رسائل بأن هناك فكر متطرف”.

في الخيم، يعيش الجيران حياة شبه طبيعية، فيتبادلون الزيارات بينما يكو ن أطفالهم الصداقات. من غرفة تتصاعد أصوات ماكينات الحياكة، حيث انهمكت نساء على درز الأقمشة

Exit mobile version