Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

خطاب الذكرى 68 لثورة الملك والشعب يؤكد على الالتزام بروح الوطنية

– استمرارية الثورة درس تتلقاه الاجيال:
لم يعتبر جلالة الملك الثورة مجرد حدث تاريخي، وإنما هي ثورة مستمرة، تلهم الأجيال المتعاقبة، بنفس الروح الوطنية الحقة، للدفاع عن الوطن ومؤسساته ومقدساته.
– استثناء الذكرى 68 تزامن مع فترة الانتخابات العامة :
تأتي انتخابات 2021 التشريعية والجهوية والمحلية متزامنة مع مرحلة جديدة من المشاريع والإصلاحات، في إطار تنزيل النموذج التنموي، وتفعيل الميثاق الوطني من أجل التنمية. واجراؤها في نفس اليوم هو مايؤكد عمق الممارسة الديمقراطية، ونضج البناء السياسي المغربي.وأن الانتخابات هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية ، تخدم مصالح المواطنين، وتدافع عن قضايا الوطن، وأن الدولة تكون قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية. وذلك هو السلاح الحقيقي للدفاع عن البلاد، في وقت الشدة والأزمات والتهديدات.
– درس مواجهة المؤامرات عنوان قوة التلاحم الوطني:
لقد ابانت مقاربة مواجهة الهجمات التي يتعرض لها المغرب، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها للمغرب قوة واحترافية الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره ومصالحه العليا واحترافية عالية في دحض الاساليب المقيتة للنيل من سمعة الوطن.
– عراقة المغرب تقضي على كل النعرات والفتن :
امتداد المغرب لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ فان الملكية المواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون وهي في ارتباط قوي بين العرش والشعب.
– أمن واستقرار المغرب عامل استهداف:
يظل المغرب مستهدفا لكونه يتمتع بنعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات ، وهو ما زاد في سمعته ومكانته، التي لا نقاش فيها ، إضافةً الى شبكة من العلاقات الواسعة والقوية، ويحظى بالثقة والمصداقية، على الصعيدين الجهوي والدولي.
– بعض الدول الاوروبية هم اعداء الوحدة الترابية للمملكة و يدبرون عمليات عدوانية :
ينطلق الاعداء من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا. وهي من الدول الأوروبية، التي تعد من الشركاء التقليديين، وبسبب الخوف على مصالحها الاقتصادية ، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية تلجأ لمواقف عدائية ضد المغرب . كما أن بعض قياداتها ، لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي ، ولا تستطيع أن تساير التطورات .
وقد أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية.
لذلك يريدون أن نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار.
– التغير في قواعد التعامل حصل ونظرة الدول العدوة لا تساير التغيير :
إن أنظمة هذه الدول لا تريدون أن تفه بأن قواعد التعامل تغيرت ، وبأن الدول العربية والافريقية قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبها.
– الاستخدام الماكر لكل الوسائل لتوريط المغرب:
لقد تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة ، لتوريط المغرب ، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول .
– التقارير الكاذبة والمعلومات الخاطئة آليات للانتقام من تطور المغرب :
هناك تقارير تجاوزت كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب ، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية.
كما دبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها.
– رب ضارة نافعة:
ان مؤامرات أعداء وحدة المغرب الترابية، لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا. أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين.
– مبررات الهجمات على المغرب حسب البعض :
هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت.
لكن هذا غير صحيح، لان المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المساس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا.
– الازمة مع اسبانيا مثال على التوجه الاوربي غير الصحيح:
لقد مرت العلاقات مع اسبانيا في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها. غير أن الاشتغال مع الطرف الإسباني، تم بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية بحيث تم التركيز على الثوابت التقليدية، والحرص على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين.
– التتبع الشخصي لجلالة الملك للحوار والمفاوضات:
لقد تابع جلالته شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار بهدف الخروج من الأزمة وجعلها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم العلاقات المغربية الاسبانية.
– تطلعات جلالة الملك لمستقبل العلاقات مع اسبانيا وفرنسا :
بكل صدق وتفاؤل، يتطلع جلالته الى مواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد Pedro Sanchez، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات.
وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بین المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد Emmanuel Macron، روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل.
وإذا كانت ثورة الملك والشعب، قد شكلت منعطفا تاريخيا، في طريق حرية المغرب واستقلاله؛ فإن المرحلة جديدة، تتطلب الالتزام بروح الوطنية الحقة، لرفع التحديات الداخلية والخارجية.

بقلم أحمد الدرداري: أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان

Exit mobile version