Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

خطاب جلالة الملك وثيقة أساسية للحكومة لمواجهة “كورونا”

منح خطاب جلالة الملك في ذكرى ثورة الملك والشعب، للحكومة والسلطات العمومية ورقة عمل قوية لتدبير الجائحة، من خلال التشخيص الدقيق و الواقعي والصريح للحالة الوبائية بالمغرب و مدى ارتباطها بالتدبير الحكومي والمجتمعي للجائحة، بعدما رصد جلالته في الخطاب مكامن الخلل والضعف في تدبير جائحة فيروس “كورونا”، حيث شدد جلالته في نقطة أولى وهامة، على أنه إذا استمرت أعداد الإصابات بوباء كوفيد-19 في الارتفاع، فإن اللجنة العلمية المختصة بهذا الوباء قد توصي بإعادة الحجر الصحي، بل وزيادة تشديده.

وحمل الخطاب الذي يشكل اليوم ورقة أساسية لتحرك الحكومة والسلطات لمعالجة الضعف في مواجهة الوباء، الإشارة إلى ادعاء البعض بأن هذا الوباء غير موجود؛ واعتقاد البعض الآخر بأن رفع الحجر الصحي يعني انتهاء المرض، إلى جانب تعامل عدد من الناس مع الوضع بنوع من التهاون والتراخي غير المقبول.

وأختار جلالته الاإنخراط الواعي والإنساني استحضارا لقيم الأبوة والعطف المولوي السامي، خوفا على فئات من المغاربة تكذب وجود الفيروس، قائلا لهم جلالته، ” أن هذا المرض موجود، منبها إلى أن بعض المرضى لا تظهر عليهم الأعراض إلا بعد 10 أيام أو أكثر، فضلا عن كون العديد من المصابين هم دون أعراض، مما يضاعف، يضيف جلالته، من خطر انتشار العدوى، ويتطلب الاحتياط أكثر.

ولاحظ جلالة الملك، في خطابه السامي، أن نسبة كبيرة من الناس لا يحترمون التدابير الصحية الوقائية ، التي اتخذتها السلطات العمومية، كاستعمال الكمامات، واحترام التباعد الاجتماعي، واستعمال وسائل النظافة والتعقيم، معتبرا أن الأمر يتعلق بسلوك غير وطني ولا تضامني، مشددا جلالته على أن الوطنية تقتضي أولا، الحرص على صحة وسلامة الآخرين.

وأبرز جلالة الملك أن هذا السلوك يسير ضد جهود الدولة، التي تمكنت والحمد لله، من دعم العديد من الأسر التي فقدت مصدر رزقها، معتبرا، في الوقت نفسه، أن “هذا الدعم لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية، لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل وإمكانات”.

وشدد صاحب الجلالة، على أنه “إذا دعت الضرورة لاتخاذ هذا القرار الصعب، لا قدر الله، فإن انعكاساته ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”، وأبرز جلالة الملك في النقطة الثانية، أنه بدون الالتزام الصارم والمسؤول بالتدابير الصحية، سيرتفع عدد المصابين والوفيات، وستصبح المستشفيات غير قادرة على تحمل هذا الوباء، مهما كانت جهود السلطات العمومية، وقطاع الصحة .

ونبه جلالة الملك في النقطة الثالثة، إلى أنه بدون سلوك وطني مثالي ومسؤول، من طرف الجميع، لا يمكن الخروج من هذا الوضع، ولا رفع تحدي محاربة هذا الوباء، حيث ذكر جلالة الملك بأنه تم، بموازاة مع تخفيف الحجر الصحي، اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، قصد الحفاظ على سلامة المواطنين، والحد من انتشار الوباء، “إلا أننا تفاجأنا بتزايد عدد الإصابات” ، مبرزا أن “تدهور الوضع الصحي الذي وصلنا إليه اليوم مؤسف، ولا يبعث على التفاؤل”، و من يقول غير هذه الحقيقة فهو كاذب.

وسجل صاحب الجلالة أن عدد الإصابات المؤكدة، والحالات الخطيرة، وعدد الوفيات تضاعف بعد رفع الحجر الصحي أكثر من ثلاث مرات في وقت وجيز، مقارنة بفترة الحجر، كما أن معدل الإصابات ضمن العاملين في القطاع الطبي، يضيف جلالة الملك، ارتفع من إصابة واحدة كل يوم، خلال فترة الحجر الصحي، ليصل مؤخرا إلى عشر إصابات، قبل أن يدعوا جلالته كل القوى الوطنية للتعبئة واليقظة، والانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية والتحسيس وتأطير المجتمع للتصدي لهذا الوباء.

ومن أبرز النقاط التي شدد عليها جلالة الملك محمد السادس، على أن المغرب لم يكسب بعد المعركة ضد وباء فيروس كورونا المستجد، حيث قال جلالة الملك ، “إننا لم نكسب بعد، المعركة ضد هذا الوباء، رغم الجهود المبذولة”، مؤكدا جلالته “انها فتر ة صعبة وغير مسبوقة بالنسبة للجميع”.

و دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل القوى الوطنية للتعبئة واليقظة والانخراط في المجهود الوطني للتصدي لوباء ” كوفيد 19″، وأوضح جلالة الملك ، أنه “بموازاة مع الإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية، أدعو كل القوى الوطنية، للتعبئة واليقظة، والانخراط في المجهود الوطني، في مجال التوعية والتحسيس وتأطير المجتمع، للتصدي لهذا الوباء”.

ونبه صاحب الجلالة إلى أنه بدون سلوك وطني مثالي ومسؤول، من طرف الجميع، لايمكن الخروج من هذا الوضع، ولا رفع تحدي محاربة هذا الوباء، مشددا جلالته على أنه وبدون الالتزام الصارم والمسؤول بالتدابير الصحية، سيرتفع عدد المصابين والوفيات، وستصبح المستشفيات غير قادرة على تحمل هذا الوباء، مهما كانت جهود السلطات العمومية، وقطاع الصحة.

وقال جلالة الملك “إن خطابي لك اليوم، لا يعني المؤاخذة أو العتاب؛ وإنما هي طريقة مباشرة، للتعبير لك عن تخوفي، من استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، لا قدر الله، والرجوع إلى الحجر الصحي الشامل، بآثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية”، وأضاف جلالته “وإننا اليوم، ونحن نخلد ذكرى ثورة الملك والشعب، أكثر حاجة لاستحضار قيم التضحية والتضامن والوفاء، التي ميزتها، لتجاوز هذا الظرف الصعب، حيث عبر صاحب الجلالة عن ثقته بأن “المغاربة، يستطيعون رفع هذا التحدي، والسير على نهج أجدادهم، في الالتزام بروح الوطنية الحقة، وبواجبات المواطنة الإيجابية، لما فيه خير شعبنا وبلادنا”.

Exit mobile version