Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

خمسة أسئلة لجليل بناني حول كتابه الأخير “من الجن إلى التحليل النفسي”

صدر مؤخرا للكاتب والمحلل النفسي، جليل بناني، كتاب جديد تحت عنوان “من الجن إلى التحليل النفسي: مقاربات جديدة للممارسات التقليدية والحديثة”. في هذا الحوار، يجيب بناني عن خمسة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء حول محتوى هذا العمل الذي يسلط الضوء على أثر المعتقدات التقليدية على الفرد، وإسهام الطب العربي، وكذا على الطب النفسي خلال الفترة الكولونيالية وما بعدها.

1- لماذا هذا الكتاب؟

هذا الكتاب هو ثمرة مسار طويل. تابعت تكويني في فرنسا، وأوليت بشكل تدريجي الاهتمام لوقع الثقافة واللغة على بلوة النظريات والمفاهيم والتصنيفات. وتمثل الهدف من من بحث في ضرورة الأخذ في الاعتبار لمختلف الممارسات التي تميز مسار المرضى وكلامهم. إنهم يقدمون خطابات تجمع بين الشكاوى والمعاناة والمعتقدات الدينية وتلك المتعلق بالسحر، من جهة، والخطاب العلمي من جهة أخرى.

هذه المعتقدات لا يتم التعبير عنها كما هي، وإنما يمكن أن تصدر في لحظة أو أخرى في أحاديثهم بشكل واع ومفكر فيه، أو بشكل لاواع وبشكل غير متوقع. وهذا هو مجال اهتمام التحليل النفسي الذي يمكن المريض من الوعي بحقيقة كونه لم يتحرر بعد من التقاليد المندغمة في دواخله. فالمقاربة القائمة على التحليل النفسي تمكن من الكشف عن آثار وتأثيرات العادات.

2- لماذا وظفت في عنوان الكتاب عبارتي “الجن” و”التحليل النفسي”، وهما عبارتان متناقضان تحيل إحداهما على مجال غيبي والأخرى على المجال العلمي؟

بالنسبة لي، لا يتعلق الأمر بوضعهما في موقف تناقض وإنما في موضع تمفصل. فطيلة مسار تطور العلاجات، عاينا ممارسات تقليدية تنهل من السحر والشعوذة والدين، ثم ممارسات منطقية علمية ووصفات للأدوية الطبية وعلاجات عن طريق التفريغ بالحديث.

ويمكن أن نورد هنا الطب العربي الذي ساهم في تطوير التفكير العلمي والملاحظة والمحافظة على الصحة. فقد كان هذا الطب حاضرا بالمغرب في أولى المؤسسات العلاجية للقرنين الثاني عشر والرابع عشر، أو ما يسمى بالماريستان، وكافح الممارسات المرتبطة بالسحر والشعوذة. ثم حل بعد ذلك الطب النفسي الأوروبي في القرن الثامن عشر، وبعده التحليل النفسي في القرن العشرين.

كل هذا التطور، الذي استعرضناه باختصار، يكتسي أهمية كبرى لنقول إن العلم يظل في حركية مستمرة.

3- هل تضطلع أضرحة الأولياء في بعض الأحيان بدور في شفاء الفرد المصاب باضطرابات نفسية؟

في واقع الأمر، تعد الأضرحة مكانا للابتهال والاستشفاء بالنسبة لكثيرين. يتم الذهاب إلى “السيد” للإقامة بجوار ضريحه وتلقي بركته ودعواته وإيجاد علاج لاضطرابات ومشاكل متعددة سواء تعلق الأمر بأزمات عصابية أو آلام أو عجز جنسي أو عقم أو غيرها.

والحضور الروحي والانضواء تحت سلطة الولي يفعلان فعلهما في جميع مع يتوجهون له طلبا للانفراج أو لإيجاد حلول لمشاكلهم أو تحقيق الشفاء المؤقت أو الدائم دون أن يعني ذلك التخلص من جميع أشكال المعاناة.

لكن مصطلح “التشافي” هنا لا ينطوي على المعنى نفسه المتعارف عليه في مجال الطب. إذ لا يمكن أن يكون سوى حالة عابرة أو يتطور إلى حالة جديدة يجد فيها الفرد توازنا جديدا. أضيف هنا أنه توجد على مستوى بعض الأضرحة ممارسات مخصصة لمواكبة من يوصف بأنه ممسوس بقوى فوق-طبيعية تسكن روحه.

4- هل يجب اعتماد منهج علمي جديد يربط الممارسات التقليدية

Exit mobile version