Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

دخول اجتماعي سابق لأوانه

الدخول الاجتماعي يكون دائما بعد نهاية عطلة الصيف، وبعد أن يكون العمال والموظفون قد أخذوا مواقعهم من العمل بعد “الكونجي”، ودائما يتم تحديد الشهر التاسع من السنة كشهر للدخول الاجتماعي، الذي يوافق تقريبا الدخول المدرسي، وفيه تطرح النقابات برنامج عملها السنوي، كما تقدم للعموم مطالبها وتدعو الحكومة للحوار واستئناف الحوار الاجتماعي للتوافق على أغلب القضايا، كما تعلن عن الخطوات النضالية المزمع القيام بها إن لم تتم الاستجابة لمطالبها.
مع حكومة عزيز أخنوش لن “تغمض عينيك” ولن يرف لك جفن، لقد جعلت الدخول الاجتماعي بالقوة والفعل دخولا سابقا لأوانه، فقد أخرجته من دواخل النقابات والتنظيمات المهنية إلى الواقع، حيث هددت جمعيات وروابط النقل بالإضراب عن العمل إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها التي ليس أقلها اعتماد “الغازوال المهني”، كما هدد أرباب المخابز بالإضراب أيضا لمشاكل عديدة.
لن نقول إن هؤلاء على حق أو ليسوا على حق، لأن الأمور أمامنا جميعا وكل واحد يقرؤها كيفما شاء ويؤولها كيفما يريد، ولكن الذي لن نختلف عليه هو أن الحكومة هي المتسبب الرئيسي في هذه المشاكل الاجتماعية الكثيرة، التي تنغص على المواطن حياته.
من أخرج الناس للاحتجاج في عز الصيف؟ لماذا كان الصيف للاستجمام فأصبح للدفاع عن الحقوق والمطالب؟
لم تترك الحكومة المواطنين يتمون عطلتهم على راحتهم وأخرجتهم عن طورهم وقطع كثيرون عطلتهم الصيفية نتيجة غلاء الأسعار وتوسعها بشكل كبير، وكانت هي السبب الرئيسي حيث كان الجميع ينتظر الدخول السياسي، الذي يتأخر عادة نحو أكتوبر وافتتاح الدورة البرلمانية، ليبدأ الدخول الاجتماعي، لكن هذه المرة نعيش دخولا اجتماعيا سابقا لأوانه.
ليس من عادة المغاربة الخروج للاحتجاج في عز الصيف، المخصص أساسا للحفلات والأعراس والفرفشة والأنشطة الترفيهية والتخييم والاصطياف والبحث عن المتعة في الشاطئ والعيون والوديان والبحث عن الجو اللطيف بعيدا عن حر الصيف وقساوته، لكن كل هذا لم يعد يعني شيئا للمغربي، الذي يعيش اليوم موجة غلاء فاحش على مقربة من الدخول المدرسي.
شكايات المهنيين مختلفة عن شكايات المواطنين المنفردين، لأن المهني له قوة تنظيمية يقدر بواسطتها على التأثير على الحكومة، بل على معيش الناس، فلو ذهب مهنيو النقل إلى تنفيذ تهديداتهم، فسيكون لذلك آثار وخيمة على حياة المواطنين، لأن مهنيي النقل العمومي هم الذين يضمنون انسيابية البشر والبضائع بين المدن والقرى ومن مكان إلى مكان.
إضراب المهنيين يعني قطع شريان الحياة بقطع شريان وصول المواد الغذائية والاستهلاكية وكل شيء يحتاجه الإنسان لحياته اليومية، بينما الحكومة لا تفكر في هذا الموضوع، وقد ألفت شكاوى الناس اليومية لكن دون فعل والفرق هذه المرة هو خروج المهنيين، الذين إذا نفذوا تهديداتهم فسوف تتوقف الحياة

Exit mobile version