Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

دفاعا عن الديمقراطية وليس العدالة والتنمية

التمييز بين الاختلاف والنقد بما فيه النقد الجدري لازمة لكل عمل جاد، لكن أن تربط وجودك بزوال الآخر فهذه مصيبة الديمقراطية عندما يتقمصها من لا يؤمن إلا بالمصلحة..كوننا ننتقد حزب العدالة والتنمية، بل نشكك في أصوله السياسية وانتمائه واحتمائه بالعديد من المشتركات من أجل تحقيق أغراض أخرى، لا يعطينا الحق في رفض وجوده القانوني، ومن يرى أنه يخالف القوانين الجاري بها العمل ما عليه سوى التوجه إلى القضاء والجهات المعنية.
وللتاريخ فقد كانت “النهار المغربية” قد وقفت ضمن معسكر الرافضين لحل حزب العدالة والتنمية عقب أحداث 16 ماي الإرهابية، التي هزت مدينة الدار البيضاء، حينها ارتفعت أصوات مطالبة بذلك، ولكن الدفاع عن حق الحزب في الوجود القانوني لا ينفي أن خطابه يعتبر جزءا من منظومة التحريض على العنف، وبالتالي كان لزاما أن يقترن الدفاع عن حقه في الوجود، بمطالبته بتغيير سلوكه وخطابه.
دعانا إلى إعادة كتابة هذه الكلمات، ما قاله حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، “إن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات يهدد الاستقرار”..
أولا، لا تكتمل الديمقراطية إلا بوجود كافة الأطياف والتعبيرات الاجتماعية، والفيصل هو مدى احترام القانون.
ثانيا، فجلالة الملك هو أول واحد يمكن أن يخاف على البلاد وعلى أمنها واستقرارها، وهو من قرر منح رئاسة الحكومة لحزب العدالة والتنمية، انسجاما مع فصول الدستور الناظمة لهذه العملية، وما إقدام جلالة الملك على ذلك إلا بوجود كافة الضمانات لاستقرار البلاد، وبالتالي لا يمكن لأي حزب أن يهدد الاستقرار. نعم يمكن أنة يبعثر الأوراق وأن يؤخر بعض الإنجازات، لكنه لا يمكن أن يعطل المشاريع الإستراتيجية، التي تقع تحت الإشراف الفعلي لجلالة الملك.
فالذي يضمن الاستقرار ليس هو الحزب الذي يقود الحكومة، ولكن هو عنصر الاستمرارية والمواصلة في توطين المشاريع الكبيرة القادرة على خلق فرص الشغل للمواطنين، وكذلك تركيز القواعد الكبرى للأمن الاجتماعي، ويمكن الاستدلال عليها بالورش الكبير لتعميم نظام الحماية الاجتماعية، الذي هو مشروع ملكي بعيد عن المزايدات السياسية، ومهما كان نوع الحكومة كانت ستقوم بإخراجه إلى حيز الوجود.
فما يبدو أنه قوة للعدالة والتنمية هو مجرد وهم، لأنها قوة مغشوشة مبنية على ضعف الأحزاب الأخرى، وبالتالي فإننا نقارن بين أحزاب ضعيفة تختلف في منسوب القدرة على الاشتغال. فالأحزاب السياسية لم تتمكن من الحفاظ على تماسكها، فبمجرد أن دخلت إلى مربع السلطة فقدت بريقها، ليس نتيجة فشل في التدبير، ولكن لأن المناصب أغرت قياداتها، وكثير من الانشقاقات وقعت بفعل المنافسة الشخصية بين القيادات الحزبية.
وحزب العدالة والتنمية عندما وصل إلى الحكومة، كان عبارة عن مجموعة “دعاة” لكن تعلموا كيف يتأقلمون مع الواقع حتى في غياب نخب يمكن أن يدبر بها الحزب المرافق الحكومية، وساهمت “الدعوة” في حماية تماسكه نسبيا، وهذا سر اختلافه عن الآخرين.
ما قاله شباك شرود غير ذي معنى وللبيت رب يحميه.

Exit mobile version