Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

دلالات زيارة وزيرة الخارجية المغربي إلى أمريكا

الدكتور احمد درداري *

– الظرفية الدولية المعقدة .
تأتي زيارة وزير الخارجية المغربي الى امريكا، في ظرفية دولية معقدة، وانطلاقا من قوة العلاقات المغربية الامريكية كعلاقة رادعة لخصوم المغرب، و تتصدى للمخاطر المتوقعة التي يخطط لها اعداء الاستقرار والسلام ، من خلال التركيز على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في أخذ الاحتياطات الضرورية لمواجهة مختلف التحديات، والدفع قدما بالمواقف الثابتة بين البلدين التي تتماشى مع التحولات الدولية والاقليمية.
تقوية الدور الاستراتيجي للمغرب في المنطقة.
– ان الولايات المتحدة الامريكية شريك استراتيجي للمغرب وتعتمد على دوره في خدمة الاستقرار والسلام ومكافحة الارهاب في المنطقة المغاربية والافريقية، وتشيد بدور جلالة الملك محمد السادس في خدمة الاستقرار و السلام والتعايش، وتندرج زيارة وزير الخارجية المغربي للولايات المتحدة الامريكية في ظل مناخ يعرف تطورات سياسية وامنية مغاربيا وعربيا ومنها ما يرتبط بالوضع السياسي المغاربي.
– انهاء نزاع الصحراء المغربية و تنزيل الحكم الذاتي.
– ان الزيارة تتوخى التباحث بين البلدين في مقاربة انهاء نزاع الصحراء المغربية الذي ما يزال يمثل موضوع عرقلة للمغرب ولاستقرار المنطقة اضافة الى كونه موضوع صراع استراتيجي بين فرنسا وامريكا في شمال افريقيا، حيث انه رغم الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه، وفتح حوالي ثلاثين قنصلية في مدينتي العيون والداخلة الا ان انهاء هذا النزاع المفتعل يجب ان يحسم برفع فرنسا يدها من النزاع و دخول امريكا على خط تنزيل الحكم الذاتي كحل سياسي نهائي للنزاع.
– الحرب على الارهاب.
– موضوع الارهاب والمخاطر الامنية في الساحل والصحراء وشمال افريقيا، تفاقمت معها أزمة الامن والاستقرار، اضافة الى التطورات في المحيط المغربي لا يمكن لوزير الخارجية المغربي ان يغفل عن طرحها مع الشريك الاستراتيجي خصوصا الوضع الامني الذي يبين ان هناك تنامي تحركات التنظيمات الارهابية، وارتباط بعض خيوط هذه التنظيمات الارهابية بجبهة البوليساريو والتي تبحث عن زعزعة الاستقرار وضرب الشرعية الدولية قرارات مجلس الامن ومسح الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء باعلان الحرب من جانب واحد.
– اضافة الى موضوع الارهاب والتطرف الذي يتطلب توفير كل الضمانات اللازمة للقيام بالادوار الامنية الاستباقية والسريعة في التصدي للتهديدات الارهابية التي تديره الجماعات الارهابية في المحيط المغربي وتعريض المغرب ومصالح حلفاءه للخطر، بالاعتماد على الذئاب البشرية المنفردة والخلايا النائمة والخيطية كما حدث للشرطي المغربي، الامر الذي يتطلب تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنظيم زيارات متبادلة ومتواصلة للتدقيق في التحديات الامنية المشتركة، وتوفير الوسائل الكفيلة بمكافحة الارهاب والتطرف والحد من المخاطر الأمنية التي تواجه المنطقة، والبحث عن الامكانيات والطرق الكفيلة بتقوية الاستقرار وتجنب السيناريوهات التي وقعت في مناطق اخرى من العالم .
– التعاون في مجال التدريب والصناعة العسكريين.
– ان موضوع التعاون العسكري و التداريب المشتركة التي تقام من خلال مشاركة حوالي ثلاثين دولة في عملية الاسد الافريقي بقيادة امريكا والتي تدعم القدرة العسكرية للمغرب في القيام بعملية قتالية دقيقة يبقى من بين اهداف الزيارة، خصوصا مع اجراء تداريب مضادة تحاكي فرضية وجود حرب بين المغرب والجزائر بسبب التصعيد و التوتر .
– التعاون الاقتصادي والطاقي والبيئي.
– و تهدف الزيارة ايضا الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة والبيئة والمياه.
– كما تمت الزيارة بهدف عرض التطورات و تبادل وجهات النظر و عرض الحلول للقضايا المطروحة، كالاتجاه الجزائري المنحرف عن مساره الصحيح، ومعاكسة الجزائر للسلم والامن و تعنتها سواء في فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية او بدعمها للفوضى بكل اشكالها و الاعتماد في ذلك على دعم فرنسا التي تريد ان تبقي على الجرائر بوابتها نحو افريقيا .
– مستجدات الاوضاع في الشرق الاوسط واتفاق ابراهام.
– اعادة العلاقات بين ايران والسعودية يضع مستقبل الصراع الفلسطيني الاسرائلي على المحك، حيث ان التغيير المفاجئ في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران غيرت من معالم العلاقات الدولية والاقليمية و العربية، ذلك ان عودة العلاقات بوساطة صينية لها تأثير على اتفاق ابراهام، نظرا لخلاف امريكا مع ايران ومع السعودية من جهة ، وايضا الصراع مع اسرائيل بسبب البرنامج النووي والقضية الفلسطينية من جهة أخرى.
– وكذلك ما سببته العلاقات المغربية الاميركية الاسرائيلية من اضطرابات في المواقف الفرنسية والجزائرية و ارباك لحسابات نظام العسكر الجزائري الذي لم يعد مستقر في علاقاته الدولية وبدأ يغير من خطابه ويلوح بالتصعيد العسكري ضد المغرب.
– كما ان تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على العالم ومقاربة التوقعات التي تهدد الاقتصاد والغذاء العالمي ، بسبب ازمة الطاقة وتفاقم الازمات المالية العالمية.
هذا ويبقى المغرب شريك استراتيجي لامريكا ويعول كل منهما على الاخر في مجالات متعددة، ومن اهمها الاستقرار الذي يرتبط بانهاء نزاع الصحراء المغربية كاهم عوامله ، وهو ما يثير سؤال يتعلق بمدى جدية الولايات المتحدة الامريكية في التعامل مع هذه التحديات ورغبتها في رفع مستوى التعاون مع المغرب لدرجة اخراج المنطقة من خطر انتشار الاسلحة والفوضى و الارهاب؟.

*استاذ التعليم العالي بجامعة عبد الملك السعدي
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان
رئيس المركز الدولي لرصد الازمات واستشراف السياسات بمرتيل

Exit mobile version