Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

دموع تنغير لا تجف.. مأساة طفل سقط في حفرة تفتح جراح الأسئلة

لم تكن ليلة الثلاثاء عادية في دوار عمار بجماعة ألنيف، فقد امتزج فيها صوت الريح بأنين أم فقدت فلذة كبدها، وسط صمت رهيب وخوف غير مفهوم. طفل في السابعة من عمره خرج ولم يعد، لتبدأ قصة بحث طويلة، انتهت نهاية مأساوية تهز القلوب.

 

الطفل، الذي اختفى منذ مساء الإثنين، دفع أسرته للجوء إلى السلطات بعدما عجزت عن العثور على أي أثر له. وعلى مدى ساعات طويلة، تحركت فرق الوقاية المدنية مدعومة بشباب الدوار الذين لم يغمض لهم جفن، فالمكان صغير، والجميع يعرف بعضه بعضاً، والقلق كان يزداد مع مرور الوقت.

 

ومع بزوغ فجر الأربعاء، جاء الخبر الذي لم يكن أحد يتمناه. عُثر على جثة الطفل داخل حفرة مائية عميقة، في موقع يصعب الوصول إليه. بالقرب من المكان، كانت ملابسه ملقاة وكأنها تحكي عن لحظة صمت سبقت السقوط.

 

السلطات المحلية والدرك الملكي أشرفوا على عملية الانتشال التي استغرقت ساعات، وسط ذهول ووجوم الحاضرين. الجثة نُقلت إلى المستشفى الإقليمي من أجل التشريح الطبي، في محاولة لكشف ما إذا كانت الوفاة نتيجة حادث عرضي أم أن خلفها شيئاً أكثر غموضاً.

 

الحادثة، التي كسرت هدوء دوار عمار، أعادت إلى الواجهة أسئلة كثيرة عن دور الحماية في مثل هذه الأماكن، وعن غياب سياجات الأمان حول الحفر والآبار، خاصة في القرى والمناطق النائية.

 

النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق عاجل لمعرفة كل تفاصيل الحادث، لكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة حتى الآن: طفل بريء دفع ثمن الإهمال.. والمأساة أكبر من أن تُختزل في خبر عابر.

 

 

Exit mobile version