Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

د ور الشباب “جسد عليل” في حاجة إلى إعادة بعث الروح في شرايينه

شكلت دور الشباب على الدوام مدرسة حقيقية للتفاعل الاجتماعي والتشبع بروح المسؤولية وتحسين التحصيل المعرفي والمهني، وفضاء للتكوين والتعلم وممارسة أنشطة متنوعة تنمي شخصية الطفل والشاب وتهيئهما لأن يكونا مواطنين صالحين ومسؤولين داخل أسرتهما ومحيطهما ومجتمعهما ووطنهما، وتحصنهما من الآفات المؤدية إلى عالم الانحراف والجنوح.

وقد باتت مهام هذه المؤسسة تكتسي أهمية أكبر في ظل المخاطر العديدة المحدقة بالشباب، على رأسها الانفجار التكنولوجي الذي ينطوي على شرور كثيرة ناجمة عن سوء الاستخدام، ما يستلزم الوقاية والتمنيع وتمكين هذه الشريحة المجتمعية المهمة من مساحات ترفيه وتسلية توفر أنشطة فنية وثقافية هادفة تشغل بها وقتها لاستثمار مواهبها وصقل مهاراتها وضمان حضورها الإيجابي في المجتمع، بما يكفل بناء جيل شبابي محصن ومتشبع بقيم مجتمعه ووطنه وأمته، وتوظيف ما يتمتع به من مؤهلات وقدرات في سبيل الإسهام في مسيرة التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.

على أن هذا الدور التقليدي تقلص مع مرور الزمن وفقدت هذه المرافق العمومية وهجها ووظيفتها تدريجيا، بحيث لا يتجاوز عدد د ور الشباب عبر ربوع المملكة حاليا 650، وهو رقم ضئيل لا يتناسب والدور الحيوي الذي كانت تضطلع به في مجال التنشئة والتثقيف والتنشيط.

من بين هذه الدور الـ 650، أوصدت 100 أبوابها من جراء معضلة ضعف الموارد البشرية، ما يستلزم التفكير في سبل النهوض بهذه المرافق العمومية الحيوية وإعادة ضخ دماء جديدة فيها وبعث الروح في شرايينها لتواصل النهوض بمهمتها النبيلة.

أستاذ علم الاجتماع علي شعباني يسجل، في هذا الصدد، أن الوزارة الوصية كانت تقد م مؤسسة دار الشباب على أنها مؤسسة تربوية ثقافية واجتماعية تساعد على تكوين الطفل والشاب وإدماجهما في المجتمع، وذلك من خلال بلورة شخصيتهما وتكييفهما مع روح العصر وتزويدهما بالوسائل الضرورية لاستثمار وقتهما الحر في أنشطة تمكنهما من تنمية أفكارهما ومؤهلاتهما وطموحاتهما وتستجيب لرغباتهما واختياراتهما في إطار احترام حضارتهما ومقوماتها.

كما أنها، يضيف السيد شعباني، كانت ت عتبر مركزا رئيسيا تشع منه أنشطة الطفولة والشباب وحقلا لطرح جميع القضايا والمشاكل التي تهمهما في جو من الحوار الديمقراطي والمسؤول، وفضاء لنشاط الجمعيات وميدانا تلتقي فيه الطاقات الشابة لربط الاتصال وتبادل الخبرات والتجارب.

ويقدم أستاذ علم الاجتماع تشخيصه لواقع د ور الشباب حاليا بجملة من الأسئلة: إذا كانت هذه المؤسسة تساعد على تكوين الطفل والشاب وإدماجهما في المجتمع، فهذا يعني أنها مؤسسة إدماجية. فما هي إذن أوجه هذه المساعدة؟ وكيف كانت تضطلع بهذه الوظيفة؟ وإذا كانت هذه المؤسسة قد و سعت لتشمل فئة الأطفال والشباب معا، فما هي الأساليب والطرق التي كانت تعتمدها في إدماج هاتين الشريحتين في المجتمع؟ وهل ما تزال تقوم بهذه الوظيفة الحيوية؟ وما أوجه تنسيق هذه المؤسسة مع مؤسسات أخرى تقوم بنفس الدور مثل الأسرة والمدرسة والحي …؟ وعن أي دار شباب يمكن أن نتحدث اليوم؟

ويرى الباحث في علم الاجتماع في ضوء هذه التساؤلات، أن هذه المؤسسة أصبحت تعاني من اختلالات كثيرة وتعرف تدهورا كبيرا وتهميشا وإقصاء، مما جعلها تتخلى عن كثير من أدوارها التقليدية.

ويجمل شعباني بعضا من هذه الاختلالات في نقص الموارد المالية

Exit mobile version