Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ذكرى عيد العرش الـ25 .. ربع قرن من حكمة جلالة الملك محمد السادس في الحكم

يوجه جلالة الملك محمد السادس خطابا الى الأمة بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد، في محطة تاريخية تستحضر أهمية الخطاب و دلالات التوجيه الملكي السامي في وضع خارطة طريق للتنمية و التطور ، حيث تبرز هذه الذكرى الـ 25 لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش اسلافه الميامين، قوة التلاحم المغربي بين العرش و الأمة المغربية، و تظهر مسارا من العطاء و الحكمة و العمل في تطوير و تنمية هذا البلد، إذ تأتي ذكرى عيد العرش لتكشف عن ربع قرن من حكمة جلالة الملك محمد السادس في الحكم، و حنكة و ذكاء في تدبير أمور الدولة بما جعل المملكة الشريفة تقف في مصاف الدول الكبرى، و بقيادة جلالة الملك لمجموعة من الاوراش الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية و الرياضية، تمكن المغرب من تجاوز الصعاب و اكراهات النماء و تسجيل النقاط في معادلة التطور و التنمية.

و تحل ذكرى ربع قرن من حكم جلالة الملك، اليوم لتظهر براعة المهندس الأول لمشاريع النماء و التطوير في المغرب، و العزم و الحرص الملكي السامي عى جعل المغرب أمة عظيمة بين الأمم، ربع قرن عرفت خطابات و توجيهات و مواقف جعلت قضيتنا الوطنية من أسمى القضايا التي ندافع عنها بحكمة و ديبلوماسية، مكنت من إصطفاف العالم كله في صف مبادرة المغرب، وجسدت الرؤية الملكية العميقة لتطوير المغرب وجعله رائدا في مختلف المجالات.

و أبرزت مرحلة ربع قرن من الحكم، المجهود الكبير تم تحقيقه من خلال تأهيل البنية التحتية، وتأهيل الرأسمال البشري وتحسين مناخ الأعمال وكذلك تنويع الشراكات الاقتصادية والتجارية مع شركاء غير تقليديين من قبيل الصين وكوريا الجنوبية وبريطانيا ودول أوروبا الشرقية، و العمل الجاد والنهوض بالبنيات التحتية من خلال مشاريع كبرى رسمت خارطة طريق التنمية.
حكمة ملكية مكنت المغرب من التوفر على قاعدة مهمة من الموانئ الاستراتيجية كميناء طنجة المتوسطي الذي يصنف ضمن الأفضل عالميا بطاقة استيعابية مهمة جدا وانسيابية كبيرة في خروج ودخول السلع والمسافرين، و إطلاق المغرب لتجربة “البراق”، اظهرت جهود النهوض بالبنيات التحتية التي لم تغفل المطارات التي تحسنت بشكل كبير وملحوظ وباتت تشكل شبكة تغطي كامل التراب الوطني.

و حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، منذ تربعه على عرش أسلافه الميامين، على إيلاء اهتمام خاص لقطاع الرياضة، الذي تم الارتقاء به إلى مصاف الأولويات الوطنية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية المندمجة للمملكة، والواقع أن هذه العناية الملكية الموصولة نابعة من إيمان جلالة الملك بكون الرياضة أضحت مجالا خصبا للاستثمار وإحداث مناصب الشغل، فضلا عن كونها أحد المكونات الرئيسية للدبلوماسية الموازية، حيث تساهم بما لا يدع مجالا للشك في إشعاع المملكة، بفضل إنجازات الرياضيين المغاربة.
ولا تقتصر سياسة المملكة في مجال الرياضة على تكوين رياضيين من مستوى عال، بل تشمل، أيضا، إرساء بنيات تحتية من الطراز الرفيع، والتي إلى جانب توفيرها لإطار مثالي لممارسة الرياضة، تمنح المملكة صيتا عالميا، وأضفت التوجيهات الملكية السامية دينامية جديدة على قطاع الرياضة، لاسيما من خلال تشييد ملاعب ومركبات رياضية جديدة، أو تأهيل أخرى لاحتضان تظاهرات كبرى، قارية ودولية.
كما مكنت مختلف المبادرات الملكية من الارتقاء بالرياضة إلى قطاع ذي أولوية استراتيجية، ولعل ذلك ما يجسده البرنامج الحكومي للنهوض بالقطاع في أبعاده الاجتماعية والاقتصادية.
وحددت الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضة بالصخيرات (أكتوبر 2008)، معالم سياسة رياضية طموحة، تجعل من الممارسة الرياضية حقا أساسيا من حقوق المواطنين، كما تمت في عهد جلالته دسترة الحق في الرياضة للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ذلك أن دستور 2011 خصص ثلاثة فصول (26، 31، 33) لموضوع الرياضة، معتبرا ممارستها حقا من الحقوق الأساسية للإنسان، ولعل من تجليات العناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لقطاع الرياضة، إشراف جلالته على تدشين المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، في دجنبر 2019، بعد تحديثه وتأهيله، حيث تفضل بإطلاق اسمه الشريف عليه “مركب محمد السادس لكرة القدم”، وتعكس هذه البنية الرياضية المندمجة الموجهة للتميز وتطوير ممارسة كروية من مستوى عال، الإرادة الملكية لتمكين ممارسي كرة القدم من جميع شروط النجاح.
من جهة أخرى، ومن أجل إثبات قدرات المغرب على تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية الكبرى، أعلن جلالة الملك، يوم 14 مارس 2023، عن ترشح المغرب، إلى جانب إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم، وذلك بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الافريقي لكرة القدم، والتي منحت لجلالة الملك.
وسيشكل هذا الترشيح المشترك، غير المسبوق في تاريخ كرة القدم، والذي سيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي، واجهة رائعة للمملكة وللمبادرات والأوراش التنموية التي تم إطلاقها عبر التراب الوطني، ويعد التنظيم المشترك لهذه الدورة الخاصة لكأس العالم رسالة من أجل السلام والاندماج.
انطلاقا من قناعته الراسخة بأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا لا يمكن أن تتحقق إلا بتعاون مثمر ومفيد لكافة بلدان القارة، ضاعف المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من مبادراته التي تحمل الأمل لإفريقيا، فالمشروع العملاق لخط أنابيب الغاز نيجيريا -المغرب، والمبادرة الأطلسية، والاستثمارات الضخمة للمجموعات المغربية الكبرى في إفريقيا، وإلغاء ديون الدول الإفريقية الأقل نموا، وتثمين وحماية قناة بانغلانيس في مدغشقر، كلها مبادرات، ضمن أخرى، تجسد الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك لازدهار إفريقيا.
ومنذ اعتلائه العرش، أضفى جلالة الملك دينامية جديدة على الشراكة بين المغرب وإفريقيا، إيمانا من جلالته بوحدة المصير وضرورة تضافر الجهود لتمكين القارة من المكانة التي تستحقها، وبفضل هذه الإرادة الملكية، أقام المغرب شراكات متنوعة مع عدة بلدان إفريقية، حيث تربطه نحو 1500 اتفاقية تعاون مع بلدان القارة، مما يعكس الالتزام الراسخ لجلالة الملك من أجل تعاون إفريقي غني ومتنوع، وما فتئ المغرب يكرس هذا الاهتمام بإفريقيا، لكونه يندرج في صلب السياسة الخارجية للمملكة التي حرصت دوما على أن تكون القارة في صميم خياراتها الاستراتيجية.
وكان جلالة الملك قد أكد، في رسالة إلى المشاركين في مؤتمر إطلاق المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين في يوليوز 2022، أن ” إفريقيا اختيار وجداني وعقلي في الآن نفسه. إنه اختيار واضح وإرادي يجسده التزامنا من خلال العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز ودعم التعاون والتنمية الاقتصادية في إفريقيا. وهو اختيار أردنا من خلاله اليوم أن نجعل من الاستثمار محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكامل الإقليمي والقاري في إفريقيا”.
وتجسيدا للرؤية الملكية لإفريقيا مزدهرة، أجرى جلالة الملك عدة زيارات إلى مختلف بلدان القارة، حيث أطلق مشاريع كبرى خدمة للشراكات رابح-رابح، ومن بين هذه المشاريع الكبرى الرامية إلى النهوض بالاندماج الاقليمي، يأتي خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي ترأس حفل إطلاقه سنة 2016 بأبوجا، صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري آنذاك محمد بخاري.
وفي نفس السياق، أحدثت المملكة إطارا مؤسساتيا يجمع البلدان الإفريقية الأطلسية الـ 23 بهدف تعزيز الرخاء المشترك بالمنطقة.
وأعرب جلالة الملك محمد السادس، عن اقتناعه بأن هذه المبادرة، التي تهدف إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ستحدث تحولا جوهريا في اقتصاد هذه البلدان الشقيقة وفي المنطقة كلها، ويرى العديد من المسؤولين الدوليين أن هذه المبادرة الطموحة، التي تتماشى مع مقاربة جلالة الملك متعددة الأبعاد من أجل القارة، سينتج عنها تحول حقيقي داخل المنطقة.
كما أن مبادرات جلالة الملك من أجل إفريقيا، تفرض نفسها، لا تقتصر فقط على القطاع العام، فبالإضافة إلى اللجان المشتركة بين الدول التي تم إنشاؤها خلال الزيارات الملكية لإفريقيا، تحرص المملكة على تمكين القطاع الخاص من دور أكثر فعالية من أجل الارتقاء بالقارة إلى وجهة مفضلة للاستثمارات المغربية والأجنبية على حد سواء.

Exit mobile version