Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ذو الإجازتين…ماذا لو اتقى وهبي الشبهات؟

إدريس عدار
قياسا على الحديث الشريف “الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات” و”من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه”، نقول إن “القانون بين وغير القانون بين وبينهما أمور مشتبهات”، فماذا لو اتقى عبد اللطيف وهبي، وزير العدل الشبهات؟
من حق “صاحب الإجازتين” الابن وهبي أن يتقدم لمباراة المحاماة، لكن كان على وهبي الأب أن يقنعه بسلطة “الأبوة” ألا يترشح مادام “الأب” وزيرا للعدل. فلو افترضنا أن بلادنا ليس فيها منطق “الولاءات”، وأن المواطنين يصلون للمناصب بكدهم وكدحهم، فإن مجرد وجود ابن الوزير ضمن الممتحنين سيطرح شبهة التدخل لفائدة نجله.
الطريقة التي تحدث بها وهبي، وهو يرتب على كتف الصحفي الذي طرح السؤال، فيها استعلاء. فلا معنى لأن ينهي الوزير، الذي يعرف لون جوارب مسؤول وزارة جهوي، حديثه بالكلام عن ابنه ذو الإجازتين، الذي استطاع والده الغني أن يؤدي أتعاب الدراسة في دولة أجنبية.
“إن الله لا يحب كل مختال فخور”.
كان القادة يفتخرون بالعلم والمعرفة، حتى قيل إنه لا تواضع في الحكمة والمعارف، لكن التفاخر بالمال افتخار في غير محله وتعبير عن سقوط أخلاقي “حر”.
قد يكون الافتخار اعتزاز بالنفس ولكن قد يكون مجرد وسيلة للمغالطة تجاه الآخر. في حالتنا كان الوزير مضطربا في موقع دفاعي هش، ولم يفتخر فقط بالغنى والجاه بل حتى أنه افتخر بالانتصار على الهيئات المهنية، كأنه أراد أن يقول بما أنني تجاوزت المطلوب كثيرا بحوالي الثلثين، ألا يحق لإبني أن يكون من الناجحين؟
قد يكون الفخر اعتزازا لو أن ابن الوزير عاقر العلوم الحقة وبزّ الباحثين في ميادينهم، وقارع التخصصات الدقيقة، وطاردته الشركات الكبرى بحثا عن استقطابه، وفضل وفاء للوطن أن يعود إلى بلده ليتقاسم تجربته العلمية مع مواطنيه، لكن بما أن ابن الوزير حاصل على إجازة من جامعة غير مسماة أصلا فلا فخر هنا إلا محاولة للتلبيس على المواطنين وخصوصا من يشعر بالظلم لأنه كان مشاركا في هذه المباراة.
مرة ظل محاضر يفتخر بحصوله على دكتوراه من أمريكا، وكررها أكثر من مرة، وخلال المناقشة سأله أحد الحاضرين: من أي جامعة أمريكية حصلت على الشهادة؟ هناك جامعات مصنفة عالميا في دول العالم وهناك جامعات غير ذات قيمة. فمن أي جامعة في مونريال درس ابن الوزير؟ مع العلم أنه حتى لو كان خريجا لأول جامعة في العالم ينبغي أن ينجح بالاستحقاق.
هذه المباراة أصبحت شبهة كبيرة. في أقصى درجات “الصدق والنية” أصبح أمر التدخلات واردا بشكل كبير. وخلق هواجسا عند الممتحنين، ليست مثل “هواجس جمعية هيئات المحامين بالمغرب”، التي تم أخذها بعين الاعتبار في مباراة ولوج مهنة المحاماة كما ورد في بيان مشترك بين وهبي والأنصاري. والشبهة تقتضي فقها وقانونا إلغاء الحكم. فلا درء لهذه الشبهة إلا بإلغاء نتائج هذه المباراة.

Exit mobile version