Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رحيل العسكر مطلب الحراك الجزائري

رحيل العسكر مطلب الحراك الجزائري…. “خرّاطة” مدينة صغيرة شرق الجزائر، لكنها أصبحت أكبر خطر يهدد النظام العسكري ذو الواجهة المدنية، وقد امتلأت شوارعها بالمواطنين، الذين يطالبون برحيل العسكر، وهم واعون بمعنى الرحيل، فالجيش ضرورة لأي بلد ولكن موضعه الحقيقي هو الثكنات لا دواليب السياسة، في وقت سابق كان الكثير من المناضلين يعتقدون أن النظام هو هذه الواجهة المدنية، وقد تم الاحتيال عليهم عبر إزاحة عبد العزيز بوتفليقة، لأن مطلب الحراك بدأ من رفض العهدة الخامسة لرئيس لم يعد قادرا على الظهور.

من النكت البئيسة في هذا البلد، الذي يتدخل في شؤون غيره، أن عبد المالك سلال، الوزير الأول في عهد بوتفليقة والمسجون الآن، كان يخاطب الناخبين، بأسلوب: قال لكم الرئيس سأفعل كذا وكذا. لكن رحيل بوتفليقة لم يحل المشاكل لأن العسكر جاء بعبد المجيد تبون رئيسا للبلاد في انتخابات مشكوك فيها وفي نتيجتها، كما تم إبعاد بعض رموز الفساد في الدولة الجزائرية، وما إن همدت الاحتجاجات حتى عاد الجميع إلى مواقعهم.

لكن عودة الحراك الشعبي إلى الشارع بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاقه، عرفت زخما مختلفا وشعارات قوية، ورفعت لافتات واضحة تمزج بين العسكر وتبون، لأنه اتضح اليوم أن الرئيس الجزائري لا يحكم وليس سوى واجهة مدنية للزمرة العسكرية المتحكمة في رقاب العباد، والتي حولت المال العام وعائدات النفط والغاز إلى مجرد حسابات خاصة بينما يموت الباقي بالجوع.

النظام العسكري الجزائري بيده الحل لو أراد، هو أن يقوم بتفهيم عناصر البوليساريو بأن وقت المال المتدفق لم يعد ممكنا، وبالتالي ما عليهم سوى البحث عن حل سياسي والعودة إلى بلدهم المغرب، وسيكون حينها وفّر شيئين عظيمين، الأول هو توفير الملايير التي يصرفها على المؤامرة ضد المغرب كي يحل بها مشاكل الجزائريين عبر الاستثمارات الكثيرة، والثانية سيوفر على المغرب العربي أو المغرب الكبير فرصة أخرى لتعاون اقتصادي جيد بعد إنهاء قصة الصراع المفتعل.

الخاسر في هذا الصراع هو شعوب المنطقة برمتها وليس بلدا دون آخر، ولم يعد من حل أمام النظام العسكري سوى الاعتراف بأخطاء البومدينية، وعليه أن يعلم أنه لا يمكن استعمال قضية الصحراء المغربية في تنويم الشعب أبد الدهر لأنه سيصل اليوم الذي لن ينفع فيه شيء سوى الحسم التاريخي، ومن الأفضل الركون إلى التي هي أسلم، وهي وضع حد لهذا النزاع، الذي هو من مصلحة الجميع.

ما زال النظام العسكري يعول على دعم البوليساريو قصد الاستمرار في التحكم في رقبة الشعب بدعوى وجود عدو خارجي، بينما الحقيقة هي أنه هو من افتعل الصراع وهو من صنع المرتزقة وهو من يدعمهم بالمال والسلاح، غير أن تطورات الأوضاع لن تسمح بأكثر مما جرى وما عليه سوى الخضوع للأمر الواقع ونفض يديه من ملف يعرقل تنمية المغارب فقط ولن ينجيه من الموت السياسي بل إن حله قد يجدد له الدم إن أراد.

 

Exit mobile version