Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رسائل السلام الملكية للجزائر

أعادت رسائل جلالة الملك محمد السادس الموجهة إلى الشعب الجزائري و القيادة في الجزائر، إحياء مجموعة من القضايا و الإشكالات بين البلدين الجارين، إختار فيها جلالة الملك لغة الوضوح و المنطق وحوار السلام لتجاوز العقبات والدفع بالتوجه الى مرحلة جديدة فرضتها التغييرات العالمية في العمل على الاستقرار و الأمن و التعاون الاقتصادي و الصحي لمواجهة مخاطر الإرهاب و المخاطر الصحية، حيث شدد جلالة الملك في رسالته للأشقاء في الجزائر، على تجديد ” الدعوة الصادقة للأشقاء في الجزائر للعمل سويا دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”.

وأكد جلالة الملك في خطاب العرش، على أن الوضع الحالي للعلاقات بين المغرب و الجزائر لا يرضي جلالته، وليس في مصلحة شعبينا، و غير مقبول من طرف العديد من الدول”.

وأكد الملك على ضرورة الحدود المفتوحة، موضحا أنها الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين، مؤكدا أن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله.

وخاطب جلالة الملك الرئيس عبد المجيد تبون، قائلا ” أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق، و لكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا، و ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول.

وأوضح الملك في خطابه ، على أن ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ فهذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة، فالحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات، و بإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لا سيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور.

وأكد الملك في خطابه، للأشقاء في الجزائر، على أن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا، مشددا على أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره،و العكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد،ذلك أن المغرب والجزائر ، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات ، والاتجار في البشر.

ونبه الملك الى أن العصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك. وإذا عملنا سويا على محاربتها، سنتمكن من الحد من نشاطها ، وتجفيف منابعها.

وأشار الملك الى التوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية.

داعيا إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا، فالمغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان.

ودعا الملك الرئيس الجزائري ، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك.

Exit mobile version