Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رسائل ملكية لعودة الحياة إلى طبيعتها

جلالة الملك محمد السادس في قلب المواجهة ضد وباء كورونا، ومنذ الإعلان عن الإصابة بأول حالة يوم الثاني من مارس سنة 2000 وهو يكافح من أجل من تفادي تداعيات الفيروس. أول أمس استقبل بالقصر الملكي بالصخيرات الرئيس الغابوني، علي بانغو، وهو صديق المغرب التاريخي حيث كان والده المرحوم الحاج عمر بانغو صديقا للمرحوم الملك الراحل الحسن الثاني، وهو أول رئيس يستقبله، بالنظر لأهمية القارة السمراء في الرؤية الملكية.
جلالة الملك استقبل ضيفه وهو متخففا من إجراءات كورونا، حيث لم يكن يلبس الكمامة. وهو ما قام به أثناء وداعه. ولكن بعد عطلة قصيرة ورحلة القنص كان هذا أول نشاط ملكي رسمي تنقله وسائل الإعلام، في إشارة إلى أن المغرب يتجه نحو مزيد من التخفيف من إجراءات الوقاية من كورونا.
عندما نتحدث عن التخفيف فإننا نتحدث عن نتائج معركة قوية تم خوضها دون هوادة، المعركة التي قادها جلالة الملك محمد السادس بنفسه، حيث أعطى الأوامر منذ البداية لحماية المواطن المغربي أولا قبل أي شيء آخر، حتى عنونت كبرى الصحف الأمريكية الواشنطن بوست أحد أعدادها بالبنط العريض “ملك المغرب يحب شعبه أكثر من الاقتصاد”.
رؤية جلالة الملك كانت هي أن يتم الاهتمام بالمواطن قبل كل شيء، لأن الاقتصاد يتم بناؤه لكن خسارة إنسان لا يمكن تعويضها، وأصدر تعليماته للحكومة فتم فرض حجر صحي لمدة ثلاثة أشهر مصحوب بتحويلات مالية للأسر المتضررة، حتى تم التحكم في الحالة الوبائية، وبعد ذلك تم العودة التدريجية للوحدات الإنتاجية.
ولم ينتظر جلالة الملك طويلا حتى تكلم هاتفيا مع الرئيس الصيني وتم الاتفاق على أن يشارك المغاربة في التجارب السريرية للقاح مقابل أن يكون المغرب من أولى الدول المستفيدة منه، وهو ما كان، وزاد على ذلك أن المغرب سيتحول إلى دولة منتجة للقاح قصد تسويقه في القارة الإفريقية.
وبفضل هذه الرؤية حقق المغرب نسبة كبيرة من المناعة الجماعية، بعد أن تمكنت بلادنا من تلقيح حوالي 24 مليون من الساكنة، وشرعت الجرعة الثالثة بعد تلقيح جميع التلاميذ، وهناك بلدان كثيرة لم تتمكن من الوصول إلى هذا المستوى، مما يجعل بلادنا رائدة في هذا المجال.
بهذه النتيجة تمكنت بلادنا من تجاوز المرحلة الخطيرة من كورونا بما فيها مرحلة الطفرات المتحورة، ولولا هذا المجهود التلقيحي لكنا في وضع سيء، لا قدر له، لكن الرؤية الاستيباقية متّعت المغرب بوضع أحسن في العالم بشهادة منظمة الصحة العالمية.
وكي لا نعود إلى المربع الأول أو الذي يليه ونحافظ على وضعنا الحالي إن لم نتقدم خطوات أخرى، يلزم كافة المواطنين الذين لم يحصلوا على اللقاح أن يتقدموا من أجل القيام بواجبهم، الذي ليس واجبا شخصيا ولكنه وطني لأن المناعة جماعية وتهم كافة المغاربة.

Exit mobile version