Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رمضان بالحي البرتغالي بالجديدة.. عادات أصيلة وتقاليد عريقة

على غرار باقي ساكنة قرى وحواضر المملكة، يحافظ أهالي عاصمة دكالة خلال شهر رمضان الأبرك، على عادات أصيلة وتقاليد عريقة، يحرصون أشد الحرص على التشبث بها، صونا لموروثهم الثقافي والشعبي المحلي.

بالحي البرتغالي أو القلعة البرتغالية، أو المدينة العتيقة أو الملاح (وكلها تسميات لمسمى واحد)، تبدو عادات وطقوس ساكنة هذا الحي التاريخي، الذي تحيط به أسوار سميكة من كل الجهات، متجذرة في الأصالة، بحكم عراقة هذا التجمع السكاني الذي تأسس مع بداية القرن السادس عشر ، ويرتاده الزوار والسياح من كل صوب وحدب ، بحكم احتضانه لدور ضيافة وبزارات تعرض نماذج عدة من المنتوجات التقليدية القديمة والحديثة .

طقوس رمضان بهذا بالحي التاريخي تختلف عن غيره من أحياء المدينة، بحكم تشبث أهاليه بالعديد من التقاليد القديمة ذات الصلة المتوارثة أبا عن جد. تقول الحاجة أمينة جبران وهي سيدة في الرابعة والثمانين من عمرها، إنها عاشت بالحي البرتغالي ولا زالت متمسكة بالإقامة به، رغم أن أفراد عائلتها، استقلوا عنها وفضلوا العيش في فضاءات أخرى .

وتابعت ” كنت ولا زلت أحضر لوازم رمضان بنفسي، ورغم تقدمي في السن، أحرص على ألا أقتني المأكولات من السوق، حيث تعينني ابنتي في تحضير الخبز بالقمح والشعير و”البغرير” والمسمن والبطبوط وغيرها من المأكولات التي اعتدنا عليها منذ أكثر من 60 سنة”.

وتضيف الحاجة أمينة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة ” اعتدنا على تحضير أطباق سمك السردين بأشكال مختلفة، منها المقلي والمشوي والمطبوخ، كما نحرص على إعداد شربة الحريرة يوميا، مع إرفاقها بشرب البن المصنع محليا والذي نضيف إليه أعشاب طبيعية خاصة لتنسيمها “.

ومن خلال تجاذب أطراف الحديث مع الحاجة أمينة المنحدرة من منطقة أولاد افرج، يتبين أنها لا تزال تحافظ على طريقة الطهي التقليدية، تقول السيدة ذاتها مسترسلة ” في السابق لم تكن لدينا أسطوانات غاز وكنا نحرص على الطهي بواسطة الطاجين على الفحم، ونرسل طبق السمك ، للطهي في فرن الحي، الذي يعطيه نكهة خاصة”.

ورغم أن الحاجة أمينة، بدت سعيدة بالحديث عن طقوس ساكنة الحي خلال هذا الشهر الفضيل، إلا أنها في المقابل، أبدت امتعاضها من تفشي بعض العادات الدخيلة على أهل الحي في السنين الأخيرة، بعد تنامي ظاهرة اقتناء المأكولات الجاهزة من السوق، وهي برأيها ستسهم في اندثار عادات اهالي الحي المتوارثة منذ زمن.

وتتذكر الحاجة أمينة بفخر واعتزاز، وهي تستعرض أصناف الأطباق التي تتقن تحضيرها ومنها طبق السردين ب”المساخن” والسردين “كواري” وشريكات”، فضلا عن إعداد “البغرير”، حيث تستعمل “صفيحة زليج” وتقوم بدهنها بالصابون البلدي قبل تنظيفها وهي طريقة تساهم على حد قولها في جعل “البغرير” طازجا وسهل الهضم.

ولا تخلو أي مائدة لدى أهالي الحي من طبق السردين المشوي على الفحم والذي يزداد الإقبال عليه بشكل كبير في رمضان. كما يفضل كبار السن بعد أداء صلاة التراويح ، قبل كورونا ، السهر بالأزقة الضيقة لتبادل أطراف الحديث في أمور الدين والدنيا، سيما وأن بعض أبناء الحي، الذين يمارسون التجارة، أدخلوا تحسينات على محلاتهم وباتوا يستغلونها كمقاهي شعبية متخصصة في تقديم الشاي بالنعناع .

Exit mobile version