Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رمضان في زمن التقشف بتونس

أضحى رمضان الفضيل، شهر الرحمة والتقوى والرحمة، مع مرور الوقت بتونس فترة الولائم والاستهلاك .

ويحدث هذا الشهر تغييرا جذريا على إيقاع حياة التونسيين وعاداتهم، لا سيما حين نذكر بالقيم التي كان يتشبث بها الأسلاف والمتمثلة في التضامن والتعاون والتسامح، السمة المميزة للمجتمعات العربية والإسلامية.

ولا أحد يمكن أن ينسى ما يميز فترة النهار خلال شهر رمضان، من صلاة وذكر وتلاوة القرآن، وكذا تخصيص فترات للتسوق، لينتهي بالأمسيات عائلية كانت أو ثقافية أو ترفيهية..

وخلافا لرمضان سنتي 2020 و 2021 ، وعلى الرغم من القلق وحالة من اليأس المسيطرة، مؤخرا، على تونس، التي تعيش في خضم أزمة سياسية خطيرة، لن يضطر التونسيون الى التزام البيوت، خاصة وأن كوفيد 19 ، ولو مؤقتا، أضحى من الماضي، وتم رفع جميع القيود المفروضة على التنقل والتجمعات بفضل العدد المحدود للغاية من الإصابات المسجلة بهذا الوباء.

وسينسى التونسيون سيناريو : العمل بالنهار والإفطار ثم التسمر أمام التلفزيون والإنترنت، إذ من المرجح أن يتم كسر هذا الروتين الذي تسبب في الكثير من الضرر للتونسيين في السنوات الأخيرة.

ستفتح فضاءات الترفيه وكذا الفضاءات الثقافية، تمتلئ المساجد بمصلى التراويح، وسيعود مهرجان المدينة القديمة بتونس، وتشكل البرامج الأخرى التي وضعت على عجل حججا قوية لجعل أمسيات رمضان أطول .

وسيتحول الهدوء المعتاد ، الذي يميز سوق العرض والطلب على المنتجات الغذائية الأساسية، فجأة إلى نوع من حمى التسوق التي تجعل التونسيين يسارعون إلى اقتناء جميع المنتجات وبشكل محموم.

ويتزامن حلول شهر رمضان هذه السنة مع فترة التقشف التي يعيشها التونسيون، ومعنوياتهم ليست على ما يرام، بسبب اللايقين السياسي والصعوبات الاقتصادية والضبابية على المستوى الاجتماعي.

وليس لدى المواطنين، القلقين بخصوص انخفاض قدرتهم الشرائية والندرة التي تؤثر، أكثر فأكثر على عددا من المنتجات ، سوى الالتزام التقشف.

وينضاف الى ارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية في نهاية كل شهر تساؤل مزعج حول قدرة الحكومة على دفع أجور 600 ألف شخص موظف بالإضافة الى معاشات التقاعد.

وعلى أرض الواقع ، وعلى الرغم من الحرب ضد المضاربة والمضاربين وتضاعف حملات الشرطة ومصادرة المنتجات المخزنة بشكل غير قانوني، إلا أن التأثير المتوقع كان بطيئا . هناك نقص دائم في بعض المواد الغذائية الأساسية.

ولم يساعد الحجز اليومي لعدة أطنان من السكر والدقيق والمعجنات المدعوم لدى تجار متهمين بتخزين هذه المنتجات لأغراض المضاربة، في استعادة الثقة أو تحسين العرض من هذه المنتجات.

في غضون ذلك، تعمل وزارة التجارة والزراعة على مضاعفة رسائلها للمواطنين لطمأنتهم بوجود مخزون احتياطي لمختلف المنتجات الاستهلاكية اليومية، ( 20 مليون بيضة، وسيتم إنتاج 146 مليونا خلال شهر أبريل(….

وفيما يتعلق بالخضار تتوفر المخازن على 56 ألف طن من البطاطس و 27 ألف طن من الفلفل ، و 23 ألف طن من الطماطم ، و 15 ألف طن من البصل.

كما سيتم توفير 40 و 50 ألف طن من التمور ، و 5 آلاف طن من التفاح، و 9.5 ألف طن من البرتقال ….

ويجب أن نتذكر أنه بالنسبة للمعهد الوطني للاستهلاك ، فإن إنفاق التونسيين على المنتجات الغذائية يرتفع في المتوسط بنسبة 34 في المائة خلال شهر رمضان.

وفي سياق آخر ستستعيد الثقافة حقوقها وتمارس جاذبية خاصة خلال شهر رمضان.

Exit mobile version