Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رهانات الدخول الحكومي الجديد

بعد افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية تكون الحكومة قد ولجت سنتها الثانية بعد التنصيب البرلماني، ومن كان يدعو إلى إعطاء الحكومة فرصة لالتقاط أنفاس التعيين والتنصيب، فها قد مرت سنة بالتمام والكمال، وبالتالي لم يعدد أمامها أي مبرر للتقاعس في القيام بعملها، فسنة كافية لفهم كل الملفات والتعاطي معها بجدية تامة، وإن كنا نعرف أن حكاية السنة مجرد المشجب الذي علقت عليه الحكومة فشلها في تدبير الشأن العام.
الدخول الحكومي هو نفسه الدخول السياسي والدخول البرلماني، يحتاج إلى نفس جديد، بل يحتاج إلى حكومة متغيرة، بعد أن أكدت الظروف أن هذه الحكومة لا تتوفر على الأطر الكفؤة كفاية حتى تقوم بعملها، وبالتالي أصبح من الضروري تعديلها في أقرب فرصة حتى يتم تطعيمها بعناصر قادرة على العمل.
للحكومة وكوادرها دور كبير في الإجابة عن الأزمة ومخرجاتها، ولهذا يكون من المبرر بعد ظهور فشلها وضعفها من تعديل يتم عبره التخلص من الزوائد، والاستجابة لبيان التعيين، الذي تحدث عن تعيين كتاب دولة في أقرب حتى يتفرغوا لبعض القطاعات، التي لم يتمكن الوزراء من تدبيرها بشكل كاف وجيد، ولكن لا ينبغي أن تتحول قضية تعيين كتاب دولة إلى مجرد كعكعة جديدة تقتسمها الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي.
وبمناسبة ذكر التحالف الحكومي فإنه يعيش مخاضات عسيرة قد تعصف به، فأولا بعض مكوناته غير منسجمة داخليا وتعيش توترات كبيرة كما أن مكونات الأغلبية الثلاث “كلها يلغي بلغاه” خصوصا بعد أن أبدى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس تحالف الأغلبية نزعة هيمنية في اتخاذ القرارات.
فافتتاح الدورة البرلمانية هو بمثابة معالمك في الطريق وعلامات على طريق البناء الجيد، حيث وضع جلالة الملك المدامك القوية للسير إلى الأمام، وتواجه الحكومة العديد من التحديات إما أن تكون في مستواها وإما أن تعلن فشلها ولن يبق لها فرصة واحدة قط لتبرير عجزها.
اليوم نحن نعيش تحديات كبرى ناتجة عن أزمة أوكرانيا والحرب الدائرة هناك، كما نعيش الأزمة الناتجة عن تداعيات فيروس كورونا وما خلفه من خسائر اقتصادية واجتماعية، ونعيش موضة الزيادة في الأاسعار بشكل رهيب، مما يتطلب من الحكومة ولوج مرحلة جديدة للتجاوب مع هذه التحديات.
لكن كما يقول المغاربة في تعبير بليغ “قال له أبوك طاح قال ليه من الخيمة خرج مايل”.
الحكومة الحالية خرجت مائلة من الأصل، بعدما حاول عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، الفائز بالرتبة الأولى في الانتخابات، الهيمنة على المشهد السياسي من خلال استقطاب الأحزاب السياسية الفائزة بأكبر عدد من المقاعد مما أفرغ العملية السياسية من روحها، بعد أن أصبحت المعارضة تتجسد في حزب لم يجربها طوال 60 سنة وحزب سقط سقوطا انتخابيا حرا وحزب طرد نحو المعارضة، مما نتجت عنه حكومة بهرجة وأخطاء ومراكمة أخطاء الوزراء.

Exit mobile version