Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رهان المناعة الجماعية يؤجل الدخول الدراسي

يصارع المغرب لتحقيق المناعة الجماعية، عبر التشديد في الإجراءات الإحترازية وملاحقة المزورين للوثائق الصحية، قبل أن يقرر تأجيل الدخول المدرسي والجامعي للحفاظ على المكتسبات الجديدة في سير عمليات التلقيح، وإنجاح تطعيم الفئات الصغرى بالمدارس، للتمكن من دخول دراسي بتعليم حضوري،حيث أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الاثنين، أنه تقرر إرجاء الانطلاق الفعلي للدراسة برسم الموسم الدراسي 2021-2022 إلى يوم الجمعة فاتح أكتوبر 2021.

وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أن الإجراء يشمل جميع المؤسسات التعليمية والجامعية ومراكز التكوين المهني ومؤسسات التعليم العتيق بالنسبة للقطاعين العمومي والخصوصي وكذا مدارس البعثات الأجنبية، مما سيمكن توفير الظروف المواتية لاعتماد نمط “التعليم الحضوري” بالنسبة لكافة التلاميذ والطلبة ومتدربي التكوين المهني، ترسيخا لمبدأ الانصاف وتكافؤ الفرص.

يأتي هذا القرار، تبرز الوزارة، أخذا بعين الاعتبار تحسن الوضعية الوبائية ببلادنا وضرورة تحصين المكتسبات المحققة في مواجهة وباء “كوفيد 19” وتعزيز المنحى التنازلي لحالات الإصابة المسجلة، والسير الإيجابي للحملة الوطنية للتلقيح بشكل عام وعملية تلقيح الفئات العمرية “12-17 سنة” و”18 سنة فما فوق” بشكل خاص، وكذا الهدف الرامي إلى تمكين جميع المتعلمات والمتعلمين المستهدفين من الاستفادة من هذه العملية، التي ستساهم بشكل كبير في تحقيق المناعة الجماعية، كما يأتي القرار، تؤكد الوزارة، أخذا بعين الاعتبار الحرص على حماية صحة وسلامة بناتنا وأبنائنا المتعلمات والمتعلمين والأطر التربوية والإدارية وجميع مرتادي المؤسسات التعليمية والتكوينية والجامعية، وضرورة تفادي حدوث أي انتكاسة وبائية خاصة من خلال ظهور بؤر داخل مؤسسات التربية والتكوين.

و دعت الوزارة جميع المواطنات والمواطنين إلى الانخراط المكثف في العملية الوطنية للتلقيح ومواصلة التقيد بالإجراءات الاحترازية التي توصي بها السلطات المختصة، من أجل تسريع وتيرة العودة إلى الحياة الطبيعية التي يمكن معها الانطلاق الفعلي للدراسة في ظروف اعتيادية.

وكان الدكتور جمال الدين البوزيدي، الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، قال إن المغرب يعتبر نموذجا رائدا في مجال التلقيح قاريا وإقليميا، وسجل البوزيدي ، أن المغرب استأثر بنسبة 50 في المائة من اللقاحات التي تم توزيعها في مجموع القارة الإفريقية، ما بوأه مكانة ضمن نادي الدول العشرين الناجحة في مجال التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، مبرزا أن المملكة كانت دائما تتغلب على موجات الوباء بنجاح بفضل “القرارات الشجاعة والجريئة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتضافر جهود المواطنين والسلطات الصحية والأمنية”.

وأبرز أن حملة التلقيح الوطنية الناحجة، لا سيما في صفوف الفئات الهشة كالمسنين وذوي الأمراض المصاحبة، مكنت من تجاوز تداعيات الموجة الرابعة من تفشي الجائحة بنجاح والخروج ، مشيرا إلى أن نسبة مرتفعة من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 سجلت في صفوف الشباب واليافعين، وأكد، على أهمية تلقيح الأطفال لما له من آثار صحية واجتماعية إيجابية على هذه الفئة العمرية، مشيرا إلى أن التلقيح يوفر مناعة ضد الأعراض الحادة للمرض، كما يمكنهم من متابعة تعليمهم حضوريا وما يمنحه لهم ذلك من مزايا تحصيلية ونفسية واجتماعية .

ودعا الأخصائي كافة المتخلفين عن تلقي اللقاحات إلى التعجيل بأخذ جرعاتهم، مشيرا إلى أن دراسات دولية أظهرت أن الغالبية العظمى ممن توفوا جراء الإصابة بكوفيد -19 كانوا من غير الملقحين، وبخصوص اللقاحات المتداولة في المغرب، أوضح أنها شبه متكافئة من حيث المزايا والفعالية والأمان، مبرزا في هذا الصدد أن لقاح “سينوفارم” يمتاز بأمانه بفضل تقنية تطويره التقليدية والمجربة على مدى عقود طويلة، بينما يمتاز لقاح “فايزر” بفاعليته المجربة رغم حداثة التقنية التي يعمل بها والتي لا زال الوقت مبكرا على التنبؤ بأمانها على المدى المتوسط والبعيد.

و أكدت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ، مجددا ، أن أولياء أمور جميع المتمدرسين في التعليم العمومي والخصوصي والتعليم العتيق ومدارس البعثات الأجنبية وكذا متدربي التكوين المهني، بإمكانهم اختيار مركز التلقيح بدون شرط عنوان السكن، وحسب نوع اللقاح الذي يرغبون في تطعيم بناتهم وأبنائهم به، كما شددت الوزارة في بلاغ على أن الاستفادة من التلقيح عملية مجانية وتطوعية ومشروطة بموافقة أولياء أمور المتعلمات والمتعلمين.

ودعا البلاغ أولياء الأمور إلى الاطلاع على لائحة مراكز التلقيح واختيار المركز الذي يرغبون في التوجه إليه، حاثا إياهم على الانخراط بكثافة في هذه العملية الهامة التي ستمكن من حماية بناتهم وأبنائهم وذويهم، وتحقيق المناعة الجماعية التي ينشدها الجميع، ووفق الوزارة، فإن عملية تلقيح الفئة العمرية ما بين 12 و17 سنة، التي انطلقت يوم 31 غشت الماضي في جميع مراكز التلقيح المتواجدة على مستوى 419 مؤسسة تعليمية، تعرف إقبالا كبيرا ومكثفا من طرف الأسر والمتعلمين.

Exit mobile version