أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نجاح زيارته إلى المغرب والتقدم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، في إطار منتدى التعاون الروسي العربي، وفي ندوة صحافية عقب المباحثات مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، أشار لافروف إلى أهمية تطوير التعاون في مختلف المجالات.
وأكد لافروف حرص روسيا على تسوية النزاع في الصحراء وفقا لقرارات الأمم المتحدة، مشددًا على عدم التحيز إلى أي طرف على حساب الآخر، وأعرب عن دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي إلى الصحراء للتوصل إلى حل للملف، مؤكدًا استمرار الموقف الروسي في التحلي بالموضوعية والتوازن، وقال لافروف “نحن ندعم التوصل إلى تسوية مستدامة وتحقيق الأمن وفقًا لقرارات مجلس الأمن، وسنواصل تمسكنا بالخط المبدئي لتطوير القرارات الملائمة لكافة الأطراف المعنية”.
كما أشار الوزير الروسي إلى أن المحادثات كانت بنّاءة جدا وتمحورت حول تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الزعيمين، الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين، و تم التأكيد على ضرورة تعزيز الشراكة في مجالات السياسة والتجارة والاقتصاد والطاقة النووية السلمية والصيد البحري والزراعة.
و أوضح لافروف أنه تم الاتفاق على تنظيم اجتماع دوري للجنة الوزارية المشتركة في بداية العام القادم، مؤكدًا استعداد الجانبين لاستكشاف وتطوير الفرص المشتركة في مختلف الميادين.
و تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تعكس التزام الروسي بتعزيز التعاون الثنائي مع المغرب وتعزيز الروابط الاقتصادية والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية.
و أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة عن رغبة المغرب في تطوير شراكته الاستراتيجية مع روسيا إلى “مستويات أعلى وأرحب”.
وأشار بوريطة في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي الأربعاء بمراكش إلى أن العلاقات المغربية الروسية عرفت قفزة نوعية، إثر الزيارتين الرسمتين اللتين قام بهما جلالة الملك محمد السادس لروسيا الاتحادية سنتي 2002 و2016، مؤكدا أن الزيارة الأخيرة لجلالته توجت بتوقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية، الذي أرسى أسسا جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف بوريطة: “إذا كانت المملكة المغربية تحتل الرتبة الثالثة ضمن قائمة أهم خمسة شركاء تجاريين لروسيا في القارة الإفريقية، فإن هذه الرتبة تبقى، في اعتقادنا، دون طموحنا ورغبتنا في الارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية إلى مستويات أعلى وافاق أرحب”.
وشدد بوريطة على أن انخراط المغرب في تقوية المنتدى العربي- الروسي والمضي – به قدما على جميع الأصعدة إلا تعبير عن رغبة المغرب في تطوير العلاقات متعددة الأبعاد التي تربط المملكة المغربية بروسيا الاتحادية.
و قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موقف روسيا يتطابق مع موقف الدول العربية، إزاء حل النزاع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الدول العربية أكدت التزامها بحل الأزمة على أساس الإطار القانوني الدولي المعترف به عموما خلال قمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض في 11 نوفمبر”.
وأضاف لافروف خلال الجلسة العامة لمنتدى التعاون الروسي العربي بمراكش : “بالتنسيق مع شركائنا، وخاصة العرب، نواصل بذل الجهود من أجل استقرار الوضع على المدى الطويل ونقل العمل لحل الصراع “الفلسطيني الإسرائيلي” إلى المستوى السياسي والدبلوماسي، وتابع الوزير الروسي “لقد أصبح من الواضح أن بعض القوى الخارجية لا تمانع استخدام التصعيد الدوري للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لتلبية مصالحها الخاصة – وإشعال نار العداء الإقليمي في تطوير للعديد من المغامرات السابقة للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط على مدار العشرين عاما الماضية، والتي أسفرت عواقبها عن تقويض بنية العديد من الدول وسقوط مئات الآلاف من الضحايا، وتدفقات هائلة من اللاجئين، وتفاقم حاد للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة”.
ووفقا لـ”لافروف”، ترى روسيا أن الأولوية القصوى في قطاع غزة هي وقف سفك الدماء وحل المشاكل الإنسانية، وشدد لافروف على أن “معاناة سكان قطاع غزة تتفاقم بسبب عواقب الحصار الذي تفرضه إسرائيل”. مؤكدا على أن روسيا ترى أن المهمة الأساسية هي وقف إراقة الدماء وتوفير الظروف اللازمة لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لجميع المحتاجين.
