Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

رياح طيبة تجري بسفينة المغرب نحو مستقبل دون كربون

رياح طيبة تجري بسفينة المغرب نحو مستقبل دون كربون ودون تلوث ناجم عن توليد الطاقة الضرورية لتزويد المنازل والمصانع والطرقات بالكهرباء.

فالمغرب قد راهن منذ عقود على الطاقات المتجددة كخيار بديل للطاقة الأحفورية من أجل مستقبل أخضر، يضمن استدامة الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة، وضمان التزود بطاقة نظيفة تحفظ الكوكب من مخاطر التلوث الهوائي عبر الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وعلى مدى السنوات الماضية، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، شرع المغرب منذ 2009 في تنفيذ استراتيجية تروم الرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي الوطني، وتعزيز النجاعة الطاقية والاندماج الاقليمي، وهي الاستراتيجية التي تتوفر على أهداف مسطرة على المستويات القريبة والمتوسطة والطويلة الأمد، لا سيما رفع نسبة الطاقات المتجددة من القدرة المنشأة إلى 52 في المائة في أفق عام 2030.

ولتحقيق هذه الغاية، تمت المراهنة على الطاقة الريحية أساسا، حيث أنشئت حقول للطاقة الريحية بالمناطق الساحلية، لاسيما في قمم غرب سلسلة جبال الريف القريبة من مضيق جبل طارق، بين طنجة وتطوان، وفي محيط مدينة الرياح، الصويرة، وأيضا بالقرب من مدينتي آسفي والوليدية، وبالصحراء المغربية بجوار مدينتي العيون وطرفاية، وفوق قمم جبال الأطلس ضواحي مدينتي ميدلت وتازة.

ومكنت هذه الجهود، حسب معطيات سنة 2018 الواردة في موقع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، المغرب من التوفر على قدرة إنتاجية للطاقة الريحية تصل إلى أزيد من 1220 ميغاواط، أي ما يعادل 11 في المائة من القدرة الإنتاجية للكهرباء، بينما تصل مساهمة الطاقات المتجددة إجمالا (الريحية، والشمسية، والمائية) إلى 34 في المائة، أو ما يعادل 3700 ميغاواط.

وتعتبر جهة طنجة-تطوان-الحسيمة رائدة وطنيا على مستوى القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء النظيفة بمختلف منصات وحقول الطاقات المتجددة، والتي تصل إلى حوالي 1000 ميغاواط، إذ تحتضن الجهة محطة حرارية تعمل بالغاز الطبيعي وخمسة حقول للطاقة الريحية، ومصنعا بطنجة للفاعل الدولي “سييمنس غاميسا” لإنتاج شفرات مراوح توربينات الطاقة الريحية، ومصنعا لإنتاج لوحات الطاقة الشمسية بالحسيمة.

أرقام مقدمة خلال اللقاء التواصلي بين الحكومة والفاعلين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أوائل سنة 2019، كانت قد كشفت عن أن الجهة استقبلت ما يفوق 8 مليارات درهم من الاستثمارات في الطاقات المتجددة إلى غاية متم 2018.

ورأى أول حقل للطاقة الريحية بالمغرب النور سنة 2000 بمنطقة “الكدية البيضاء”، الواقعة بتراب جماعة “تاغرامت” بإقليم الفحص أنجرة، باستثمار يصل إلى 510 مليون درهم، ليسجل المغرب بالتالي دخوله الفعلي إلى نادي البلدان المنتجة للطاقات الريحية بالعالم، ويضم حقل “عبد الخالق الطريس” 83 مولدا بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 50 ميغاواط، حيث يمكن من الحد من انبعاثات تصل إلى 140 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا.

بفضل المؤهلات الموجودة في هذا الموقع، سيخضع هذا الحقل بين سنتي 2020 و 2025 لمشروع تطوير على مرحلتين لرفع قدرته الإنتاجية إلى 300 ميغاواط، حيث من المرتقب أن يتم استثمار 3.3 مليار درهم لاستبدال المراوح والمولدات الحالية وزيادة عدد التوربينات.

Exit mobile version