Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

زمن “الحكَرة” والفساد هل انتهى فعلا..؟

محمد عفري
فاز فريق الوداد البيضاوي أول أمس بالدار البيضاء بلقبه الثالث لكأس عصبة الأبطال الإفريقية والتحق بـ” جاره” فريق الرجاء البيضاوي، الذي له أيضا ثلاثة من هذا اللقب منذ 1999، وثلاثة مثلها من كاس “الكاف” الإفريقية، تـُوج باثنين منهما، في آخر ثلاث مواسم، واثنتين من الكأس الممتازة وغيرها..
فوز الوداد بهذه اللقب جاء بنكهة خاصة، لأنه تحقق على حساب فريق الأهلي المصري الذي جعل لنفسه هالة وهيلُمانا في القارة الإفريقية بالفوز بالكؤوس القارية، وخاصة عصبة الأبطال، واستطاع أن يكون صاحب الرقم القياسي في أعدادها إلى درجة حمل لقب “فريق القرن”.
الجميع في إفريقيا يعلم أن ثالوث الأهلي المصري ومواطنه الزمالك والترجي التونسي، بالخصوص، وبدرجة اقل أتي بي مازيمبي الكونغولي و بعض الفرق الجنوب إفريقية، بنوا مجدهم الكروي على الصعيد القاري بالـ” فساد” المُبطّن والمتنوع، أقله شراء ذمم ” جهاز” التحكيم، الطريق الأقصر والأسهل إلى منصة التتويج. الجميع يعلم أيضا أن هذا البناء الزائف تبدأ لبنته الأولى من مقر ” كاف”، الوصي على اللعبة في القارة، بوجوده في القاهرة، كما يعلم بالهيمنة المصرية على هذه المؤسسة الرياضية والتحكم فيها عن “قرب”، وبعضوية المصريين فيها بالكم الهائل، على عهد حسني مبارك ، إلى جانب عضوية التونسيين فيها على عهد بنعلي، واللعب “غير النظيف” الذي ظلوا يمارسونه من داخل المكتب التنفيذي عبر التمثيلية العددية ومن خلال السيطرة على اللجان الدائمة وغير الدائمة، خصوصا منها اللجان الحساسة، ومنها التحكيم والبرمجة والقوانين والأنظمة والمسابقات.
جميعنا يعلم حجم الظلم السائد في الكرة الإفريقية، ما جعل الفرق المغربية تقصى في غالبية المشاركات عند حدود الأدوار التمهيدية، أو في حدود دور الربع، قبل أن تتظافر الجهود في السنوات الخمس الأخيرة، لتستطيع الوداد والرجاء وبركان من فرض كلمتها، وجميعنا يتذكر الظلم الذي تعرض له الرجاء البيضاوي قبل اقل من شهر، في اخر مباراة ضد الأهلي، برسم ربع نهائي اللقب الذي أحرزته الوداد، ظلم تآمر فيه حكام المباراة وحكام الفار والمخرج التلفزي الذي يشتغل بقناة الأهلي، ليخرجوا الرجاء من المسابقة بفساد مقصود، وهي الأجدر أن تكون ضد الوداد في نهائي إفريقي- مغربي كما اعترف بذلك لقجع رئيس الجامعة.
فوز الوداد بهذا اللقب الإفريقي، كان وراءه ملحمة و طنية، ألحت على إنهاء الفساد المصري التونسي الجنوب إفريقي المستشري، عبر تضافر جهود كل مكونات الفريق، وبدعم غير مسبوق ولا مشروط من طرف رئيس الجامعة فوزي لقجع ووسائل الإعلام، ليؤشر على السعي الحثيث للكرة المغربية بالوجود في قلب القرار الكروي على صعيد القارة وبوضع حد للهيمنة المحددة في الكرة الإفريقية.
فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعلنها صراحة قبل لقاء خوض النهائي بين الوداد البيضاوي والأهلي المصري بالقول إن زمن “الحكرة” والفساد الكروي في إفريقيا، اللذين هيمنت بهما بعض البلدان وتمكنت بواسطتهما من الحصول على مجموعة من الألقاب، قد انتهى.
لقجع الذي تحدث بهكذا صراحة قبل مباراة النهائي ، كان واثق النفس من كسب الرهان، الفوز باللقب أولا ووضع حد للفساد، قائلا إن المغرب يعيش حدثا تاريخيا فريدا من نوعه، سينهي هيمنة الأشقاء في مصر وتونس وبداية عهد جديد بلعب وتحكيم نظيفين، مشددا على أن المغرب سيصنع التاريخ، في حال فوز الوداد الرياضي على الأهلي المصري والظفر باللقب الإفريقي الثاني في سنة واحدة بعد لقب نهضة بركان، ليكون السوبر مغربيا خالصا، وتكون حصيلة العمل ثلاث كؤوس إفريقية، وهو أمر غير مسبوق إفريقيا.
مع ذلك، لا يمكن الحديث عن نهاية فساد الكرة في إفريقيا دون نية في إنهائه داخل منظومة الكرة الوطنية. على لقجع أن يعلنها ثورة من “عقر الدار” بالقطع مع الفساد جملة وتفصيلا. البداية من ازدواجية المهام والفساد المستشري في جهاز التحكيم الذي يعتمد على مبدأ المحاباة والولاء والرضائية لأطراف دون أخرى، كما أكد ذلك ناطق رسمي لفريق تضرر من ضرب تكافؤ الفرص، أو كما أكد ذلك رئيس فريق آخر تبجح بإعطاء نقط الفوز لفريق آخر، ضاربا عرض مصداقية البطولة. القطع مع فساد البيع والشراء في مباريات البطولة، كما اعلنها بـ” العلالي” رئيس فريق يشغل نائبا للقجع في رئاسة الجامعة، وفساد الكيل بمكيالين في تنفيذ العقوبات و ما إلى ذلك..
“ورش” إنهاء الفساد في الكرة الإفريقية يجب أن تكون بدايته بنبذ دعاة الفساد وبـ” تنظيف ” البيت الداخلي من شوائب الفساد، أولها تحقيق ” عالي المستوى” في ما تفوّه به رئيس فريق يوسفية برشيد عن “بيع و شراء” واضح..

Exit mobile version