كشف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، أن” الزيارة التي يقوم بها للمغرب تأتي في ظل رعاية ملكية، وباحتضان الشعب المغربي الأصيل، مشددا على أن الحركة تعتبر المغرب عمقا استراتيجيا لقضيتنا وأقصانا”، وأشار هنية خلال لقاء مع سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بقمر رئيس إقامة رئيس الحكومة بالرباط، ” أن علاقة المغرب بفلسطين ليست علاقة طارئة، ولا آنية، ولا مصلحية، بل علاقة شرعية ودينية وإنسانية وأخوية”.
ووصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، بقيادة إسماعيل هنية إلى الرباط بدعوة من حزب العدالة والتنمية، وأشار هنية إلى أن المغرب بعيد في الجغرافيا ولكنه في قلب الوطن العربي والإسلامي، وعلى تماس مباشر بالقدس وبالأقصى، في التاريخ وفي الحاضر وفي المستقبل.
وقال هنية، إن المقاومة الفلسطينية انتصرت على العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، مشيرا إلى أن الحركة أمامها مهام كبيرة للغاية، وقال هنية في كلمته “من حسن الطالع أن تكون هذه الزيارة بعد الانتصار العظيم الذي حققه شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وأمتنا وأحرار العالم في جولة مفصلية من جولات الصراع مع الإحتلال البغيض، وأضاف هنية قائلا إن ” الشعب الفلسطيني ينوب عن الأمة بالوقوف في وجه الغطرسة الإسرائيلية”.
وشدد هنية أن “الشعب الفلسطيني يحمي المسجد الأقصى المبارك بأرواحه وسواعده ويبطل المشاريع التي تستهدف سرقة التاريخ والجغرافيا”، موضحا ” أمامنا مهمات ما بعد الانتصار وسنتباحث مع رئيس الحكومة ومختلف القوى والأحزاب والمكونات”، وأشار هنية إلى القول “أمامنا مهمات كبيرة جدا لمرحلة ما بعد النصر سنبحث فيها بعمق مع أشقائنا في المغرب”.
من جهته أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، على أن “المغرب يضع القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية، أي أن لها مكانة مهمة جدا لدى المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، وأضاف العثماني الذي كان يتحدث لدى استقباله إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، أن “مواقف الملك محمد السادس الرافضة لصفقة القرن وتهويد المدينة المقدسة ومبادراته الكريمة معروفة، آخرها توجيهه بإرسال دعم بالأغذية والأدوية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة إبان الانتهاكات الإسرائيلية”
و قال العثماني إن زيارة وفد حماس “لم تأت على عجل، بل وجهت الدعوة إلى وفد حركة حماس منذ ستة أشهر لكنها لم تتيسر إلا اليوم، وجدد العثماني التأكيد على أن “عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبدا لا اليوم ولا في المستقبل على حساب نضال الشعب الفلسطيني ومن أجل حقوقه المشروعة”، في إشارة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل في العاشر من دجنبر الماضي بوساطة أمريكية مقابل اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على إقليم الصحراء .
و قال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إنه جاء للمغرب تحت الرعاية الملكية، مضيفا أنه يحمل للمغرب الشقيق، ملكا وشعبا وأحزابا، تقديرا خاصا من الشعب الفلسطيني.
وأكد في كلمة له مساء الأربعاء إن هذه الزيارة تأتي برعاية من جلالة الملك وباحتضان من الشعب المغربي العزيز، وأشار إسماعيل هنية إلى أنه تلقى هذه الدعوة الكريمة، قبل شهور لكن تأخرت لعدة أسباب وشاء الله أن تأتي في هذا التوقيت.
وأوضح هنية في معرض حديثه “إنها زيارتي الأولى للمغرب، البعيد جغرافيا ولكن يبقى في تماس مباشر مع القدس في الماضي والحاضر. فباب المغاربة، حارة المغاربة، المسيرات المليونية الداعمة تبقى تأكيدا على أن المغرب كان وسيبقى في قلب الحدث الفلسطيني، وأكد أنهم ينظرون إلى المغرب كعمق استراتيجي لقضيتهم ويأمل هنية أن تكون لهذه الزيارة النتائج المرجوة والمتوقعة من المغرب الشقيق، وقال هنية “إن هذا الصمود والانتصار الكبير ما كان ليتحقق لولا رعاية الله، ثم وحدة الشعب الفلسطيني، وبخروج الشعوب العربية في كل الأقطار تهتف للأقصى والقدس، ثم بحراك أحرار العالم، الضخم وغير المسبوق، التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي تعرض لمظلمة تاريخية، مشددا على أن العالم لم يعد يطيق استمرار الاحتلال ومجازره وانتهاكاته”.
وشدد هنية على أنه سيبحث بعمق كل ما حققه الفلسطينيون مع الأشقاء المغاربة و”بالتأكيد ستكون على طاولة جلالة الملك، لأن علاقة المغرب بفلسطين ليست آنية، طارئة أو مصلحية وإنما شرعية ودينية وأخوية ووطنية”.
زيارة هنية للمغرب تحت الرعاية الملكية
