Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ساكنة إمجاض تواجه “الرُّحَل” … والرعي الجائر الملف المسكوت عنه

إسماعيل دهبو – مراسل الجريدة بجهة سوس ماسة

مع بزوغ فجر صيف كل سنة بأقاليم جهة سوس ماسة درعة وبأقاليم كلميم وادنون، وقبل أن ينتهي موسم حصاد الشعير الذي به تـُعرف المنطقة، تـَحـُلّ بها أفواج هائلة و أسراب كثيرة من رؤوس الأغنام والمعز والإبل و الحمير، لينتهي موسم الحصاد على إيقاع الرعي الجائر، يتسبب فيها ما يعرفون لدى سكان المنطقة بـ”أعـْرَابْنْ”، نسبا لانتمائهم لعرب الصحراء القادمين من الأقاليم والقبائل الصحراوية إلى هاته، إذ تعرف منطقة “سوس” منذ زمن بعيد بهذا النوع من النشاط “الرعوي” حيث يتعايش السوسيون الأمازيغ مع الرحل (الرعاة) العرب الذين كان مصدر رزقهم الوحيد يتجسد في تلك المواشي.

تعليقات نشطاء التواصل الاجتماعي بخصوص الأحداث التي تقع بإمجاض ومناطق عدة في سوس وكلميم واد نون، لا تخرج عن كلمة واحدة “السيبة”، أغلبه يصف المواجهات التي تقع بين ساكنة مناطق سوس وبين الرعاة الرحل بالسيبة والفوضى وغياب تطبيق القانون في وجه اعتداءات تطال ممتلكات الناس وحتى حياتهم، وتشكل تهديدا للأمن العام والخاص.

قبل سنوات، وقعت مواجهات دامية بين الرعاة والرحل، وبين ساكنة قبيلة أمجاض ضواحي إقليم سيدي إفني، أصيب على إثرها شخصان اثنان كانت حالة أحدهما خطيرة بعدما تعرض لكسر على مستوى الكتف استدعت الإصابة حينها نقله إلى المستشفى الجهوي بأكادير، حيث تلقى العلاجات.

هذا السيناريو يتكرر كل سنة حين يحل الرعاة الرحل بمناطق سوس، خاصة في الأوساط القروية، حيث يزاول معظم الناس زراعات معيشية تتضرر بفعل نشاط الرعي وقوافل كثيرة من المواشي، وهو سيناريو ما زال يتكرر بالرغم من صدور قانون يتعلق بتنظيم نشاط الرعي والمناطق المخصصة له، لكنه قانون على ورق، لم يجد طريقه إلى الواقع، ليترك باب المواجهات مفتوحا بين الساكنة والرعاة الرحل الذين يستعينون بإمدادات بشرية وسيارات الدفع الرباعي كلما استعرت أوزار المواجهة.

أكدت مجموعة من الفعاليات الجمعوية والنشطاء بإمجاض، أن المطلب الوحيد للساكنة في الوقت الراهن، هو توفير الأمن والحماية للناس من اعتداءات الرحل مجهولي الهوية.
وذكرت الفعاليات ذاتها، إن الجو الذي يسود حاليا هو جو من الترقب والرعب في ظل تواجد الرعاة الرحل على بعد أمتار من الدواوير، بالرغم من وعود السلطة بإبعاد الرعاة الرحل إلى مسافة كيلومترات عن الدواوير، فإنها لم تنفذ وعدها الذي التزمت به.

وشددت الفعاليات ذاتها على أن الساكنة لم تعد تطالب إلا بشيء واحد، هو توفير الأمن بعد تواصل تهديدات الرعاة الرحل.

وبين هذا وذاك، يبقى القانون الذي لم يطبق بعد، الفصل الوحيد الذي من شأنه أن يضع حدا للاحتقان الذي تعرفه مناطق إمجاض وسوس عامة.

Exit mobile version