Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

سانشيز في الرباط من أجل التسوية

اليوم الخميس سيحل ضيف مختلف على العاصمة الرباط بدعوة من جلالة الملك محمد السادس. إنه بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، والجميع ينظر إلى الزيارة على أنها محطة للتسويات التاريخية بين البلدين، اللذين مرت علاقتهما بأسوإ محطاتها في الآونة الأخيرة، ورب ضارة نافعة، فقد كنا ربما في حاجة إلى خطإ ترتكبه الحكومة الإسبانية من أجل عودة الوعي والرؤية الواضحة للجارة الإيبيرية، التي لا غنى لها عنا ولا غنى لنا عنها.
الزيارة تأتي بعد حدثين مهمين، الأول تم يوم 14 مارس الماضي، حيث بعث المسؤول الإسباني رسالة إلى جلالة الملك محمد السادس، يعلن فيها عن دعم الحكومة الإسبانية لمخطط الحكم الذاتي، وقال فيها “إنني أدرك أهمية مسألة الصحراء بالنسبة للمغرب والجهود الجادّة وذات المصداقية في إطار الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول للطرفين. وبهذا المعنى، تعتبر إسبانيا أن الاقتراح المغربي للحكم الذاتي الذي قدم في عام 2007، هو الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل هذا النزاع”.
سانشيز كان واضحا وهو يخاطب جلالة الملك “لديكم ضمانة بأن إسبانيا ستعمل بشفافية مطلقة تتوافق مع صديق وحليف عظيم”. مضيفا أن “إسبانيا ستفي دائما بالتزاماتها.. ويجب أن تكون هذه الشفافية متبادلة.. من أجل بناء علاقة جديدة تقوم على الشفافية والتواصل الدائم والاحترام المتبادل والالتزام بالاتفاقيات الموقّعة بين الطرفين”.
اليوم هناك توجه إسباني جديد، ويبدو أنه متوافق عليه داخليا، إذ قبل الزيارة حاول رئيس الحكومة الإسباني تصفية كافة الالتباسات حول الموقف الجديد لإسبانيا تجاه الحكم الذاتي، إذ أوضح أن الحكومة الإسبانية قررت دعم مخطط الحكم الذاتي، وترى أنه بعد 46 سنة من الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، لن تبقى بعيدة عن مسار حل المشكل.
خطوات الحكومة الإسبانية تستجيب لنداء جلالة الملك القاضي بـ “تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين”.
العلاقات المغربية الإسبانية مرت من أزمة كبيرة، لكن كان هناك حراك للديبلوماسية الملكية وكان هناك اشتغال مع الطرف الإسباني، لكن بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية، وحينها أوضح جلالته في خطاب ثورة الملك والشعب، أن الغرض ليس هو الخروج من الأزمة مع إسبانيا، ولكن وضع محددات جديدة لهذه العلاقة، وتدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات.
واعتبر جلالته أن مؤامرات أعداء وحدتنا الترابية، لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا. مؤكدا على أن هناك من يقول إن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت، لكن هذا غير صحيح، فالمغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون، لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار.
وحسم جلالته الأمر بشكل لا رجعة فيه: من يريد المغرب يريده كما هو لا كما يتصوره. حيث أعلن جلالة الملك أنه لن يتم توقيع أي اتفاق تجاري مع أية دولة دون أن يتضمن هذا الاتفاق سريانه في كافة أقاليم المغرب بما في ذلك الصحراء العزيزة، بما يعني وضع حد لتعدد الأوجه والأقنعة والمواقف.
الزيارة اليوم بحجم التاريخ باعتبارها تأتي تجسيدا لرغبة المغرب في بناء علاقة متماسكة بعيدا عن سابق العهد حيث كانت الحكومة الإسبانية تتعامل بوجهين مع المغرب. اليوم وجه واحد، وزيارة مخصوصة للتسوية وهي تسوية تاريخية.

Exit mobile version