Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

سباق فرنسا الدولي للدراجات ينطلق في نيس وسط قواعد صارمة

إنه أحد المشاهد الرمزية للصيف الفرنسي: المتفرجون يصطفون على جانبي الطريق، فيما يتقدم المشاركون في سباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دي فرانس)، سواء على الأراضي المستوية، أو على المنحدرات الجبلية.

لكن السباق الشهير هذا العام يبدأ في نيس غدا السبت، بعد شهرين من الموعد المخطط له ووسط إجراءات صحية غير مسبوقة بسبب وباء فيروس (كوفيد – 19).

كانت فرنسا واحدة من أكثر الدول الأوروبية تضررا من فيروس كورونا المستجد، حيث سجلت أكثر من 30 ألف حالة وفاة، معظمها بين مارس ومنتصف مايو الماضيين.

تشبث منظمو البطولة لأطول فترة ممكنة بموعد البدء المخطط له في 27 يونيو الماضي، ولكن في أبريل الماضي، بعد أسابيع من إغلاق فرنسا الصارم الذي استمر 55 يوما، رضخوا لما لا مفر منه وقرروا تأجيل المسابقة إلى أغسطس الجاري.

كان للإغلاق الفرنسي، والإجراءات المماثلة في العديد من البلدان الأخرى، تأثيرها على سائقي الدراجات.

وأُجبر الكثيرون على قضاء الربيع وأوائل الصيف في التدريب بالداخل، بدلا من الخروج على الطرقات كما يفعلون عادة في ذلك الوقت من العام.

وشاب الاستعداد للبطولة سلسلة من الحوادث السيئة في سباق دوفين السنوي بفرنسا، الذي يعتبر بمثابة خطوة على الطريق نحو سباق فرنسا الدولي، وكذلك في فعاليات أخرى.

وتعرض السلوفيني بريموش روجليتش لإصابات خلال حادث وقع في المرحلة قبل الأخيرة من سباق دوفين، ليضطر في النهاية للانسحاب من البطولة.

ونقلت صحيفة (ليكيب) الفرنسية الرياضية أمس الخميس عن روجليتش قوله إنه مستعد للبداية في نيس لكنه متحفظ بشأن حظوظه في المنافسة على اللقب.

كما نقلت الصحيفة عن عضو فريق جامبو – فيسما قوله “أنا مستعد للبداية وبالنسبة لي، هذه أخبار جيدة. لقد بذلت قصارى جهدي وسنرى كيف ستسير الأمور.”

وقلل الألماني إيمانويل بوخمان، الذي خسر وقتا تدريبيا رئيسيا بعد الحادث الذي تعرض له خلال سباق دوفين أيضا، من آماله في المنافسة على لقب سباق فرنسا الدولي.

وقال بوخمان /27 عاما/ لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في وقت سابق هذا الأسبوع: “هناك الكثير من الأمور الممكنة لكن يجب أن تتناسب جميعها معا، خاصة في الاستعدادات. لسوء الحظ لم يحدث هذا لنا”.

وفي الوقت نفسه، سيكون الدراج البريطاني المخضرم كريس فروم الفائز بالسباق أربع مرات، والذي كافح من أجل استعادة مستواه منذ استئناف ركوب الدراجات، أبرز الغائبين عن السباق.

وأعلن فريق إينيوس البريطاني أن سائقه فروم يستهدف المشاركة في سباق فويلتا (طواف إسبانيا)، ولن يشارك في سباق فرنسا الدولي.

وبدلا من ذلك، سيعتمد فريق إينيوس في سباق فرنسا على حامل اللقب الكولومبي إيجان برنال، بعدما استبعد أيضا سائقه جيريانت توماس، الفائز باللقب عام 2018، من المشاركة في البطولة، حيث يستهدف الدراج الويلزي المشاركة في طواف (جيرو) الإيطالي.

بمجرد بدء الجولة، سيتم تطبيق قواعد صحية صارمة لمنع تفشي الفيروس بين المتسابقين.

وشددت اللجنة المنظمة للبطولة على أن أي فريق يضم عضوين ثبت إصابتهما بفيروس كورونا خلال فترة سبعة أيام سيتم استبعاده من السباق.

في غضون ذلك، يمكن للمشاهدين أن يتوقعوا الالتزام الصارم بقواعد النظافة الصارمة التي يتم تنفيذها في جميع أنحاء فرنسا، والتي سجلت ارتفاعا جديدا في الإصابات بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة.

وأصبح ارتداء الكمامات إلزاميا بالفعل في جميع الأماكن العامة في نيس منذ الأسبوع الماضي ، وفرضت غرامة على المخالفين قدرها 135 يورو (160 دولارا).

ومع قيام الشرطة في جميع أنحاء البلاد بفرض غرامة على 700 شخص يوميا لعدم امتثالهم لقواعد ارتداء الكمامات، فإنه لا يوجد سبب لتوقع أن عشاق ركوب الدراجات الذين يصطفون بكثرة على جانبي الطرق لمتابعة الحدث المتلفز سيحصلون على أي معاملة خاصة.

وقال كريستيان برودوم مدير السباق، لوكالة الأنباء الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي، إنه سيتم أيضا تقليص عدد المتفرجين في المراحل الجبلية الشهيرة لتجنب حدوث تزاحم.

كما ضغطت اللجنة المنظمة على المتسابقين في السباق لزيادة الوعي بين المشجعين.

ونشرت اللجنة سلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة على موقعها الإلكتروني لتوعية المتفرجين استعانت خلاله بالدراج الأسترالي ريتشي بورتي، وبرنال، والفرنسي تيبو بينو، وكلها تتضمن نفس الرسالة التي تحمل عنوان “2020”.

ووضعت اللجنة المنظمة شروطا صارمة على الجماهير، حيث طالبتهم بالابتعاد عن راكبي الدراجات بمسافة مترين، وعدم محاولة الحصول على توقيعات من المتسابقين، وإحضار عنصرين أساسيين – كمامة ومعقم – مع عدم التقاط صور (سيلفي).

في حال التزم الجميع بالقواعد، يأمل المنظمون في الوصول إلى نهاية السباق التقليدي في الشانزليزيه في 20 أيلول/سبتمبر القادم دون مخاوف صحية تسبب أي اضطراب إضافي.

Exit mobile version