في ضربة استباقية جديدة ضد الإرهاب، نجح المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في تفكيك خلية متطرفة كانت تخطط لتنفيذ هجمات دموية في تسع مدن مغربية، بإيعاز مباشر من أحد قيادات تنظيم “داعش” في منطقة الساحل الإفريقي.
وبعد هذه العملية الأمنية الدقيقة، ظهرت بعض التعليقات المشككة في جدية التهديد الإرهابي، وهو ما اعتبره بوبكر سبيك، المراقب العام للشرطة، “جزءًا من عقيدة التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى تبخيس الجهود الأمنية ودفع الأجهزة الأمنية إلى الانكفاء على ذاتها“.
وكشف حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن الخلية المفككة، التي أطلقت على نفسها اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، كانت بمثابة مشروع استراتيجي لفرع “داعش” في الساحل، يهدف إلى إقامة قاعدة للتنظيم في المغرب.
وأوضح الشرقاوي أن أفراد الخلية تلقوا أوامرهم يوم 17 فبراير عبر شريط فيديو صادر عن قيادة “داعش”، يبارك العمليات ويوجه العناصر إلى الشروع في التنفيذ. وتمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف جميع عناصر المجموعة البالغ عددهم 12 شخصًا في كل من العيون، الدار البيضاء، فاس، تاونات، طنجة، أزمور، جرسيف، أولاد تايمة، وتمارة.
التشكيك كأداة في خدمة الإرهاب
من جانبه، شدد بوبكر سبيك، خلال ندوة صحافية عقدت في مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على أن التشكيك في العمليات الأمنية يعد جزءًا من استراتيجية “جهاد الكلمة” التي تتبناها التنظيمات الإرهابية، لخلق حالة من الارتباك والتشويش على الرأي العام.
وأشار إلى أن أمير خلية “الأشقاء الثلاثة”، التي جرى تفكيكها في يناير الماضي، سبق أن نشر تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي يشكك فيها بعمليات سابقة، وعند استجوابه أمام القضاء، أقر بأن ذلك “يعد جزءًا من العقيدة الجهادية”.
وأكد المتحدث الأمني أن التعاون مع المواطنين يبقى عنصرًا أساسيًا في مواجهة التهديدات الإرهابية، مشددًا على أن الإبلاغ عن أي سلوك مشبوه هو مسؤولية وطنية جماعية.
المغرب في مواجهة الإرهاب العابر للحدود
في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل، يؤكد المغرب مرة أخرى جاهزية أجهزته الأمنية، من خلال عمليات استباقية دقيقة تعتمد على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والتنسيق الأمني المحكم.
ويعد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، منذ تأسيسه، أحد أبرز الأجهزة التي ساهمت في إحباط العديد من المخططات الإرهابية، ما جعل المغرب نموذجًا دوليًا في مكافحة الإرهاب، وسط بيئة إقليمية تشهد اضطرابات أمنية متزايدة.