Site icon
أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

سقوط أخنوش في التطاول على السيادة

وقع لعزيز أخنوش، رئيس الحكومة، ما وقع لأي شخص يريد أن يقنع الآخرين “باللي كان”، أي ممارسة كل شيء واعتماد المغالطة في محاولة تبرير الفشل الذريع في تفسير خلفيات الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات وما تبعها من غلاء فاحش في تكلفة المعيشة، وكما قيل ويقال “من كثُر كلامه كثر سقطه”، بينما كان أخنوش يريد مسح كل مخازي هذه الحكومة في الحكومة السابقة قال “إن الحكومة السابقة لم تخبر المغاربة بقطع أنبوب الغاز الجزائري رغم علمها بذلك”.
ومادام الحديث عن الأسعار فإننا نسائل عزيز أخنوش: لو الحكومة السابقة أخبرت المغاربة بالأمر كانت الأسعار اليوم ستكون منخفضة؟ وما علاقة باقي المواطنين بقرارات كبرى وسيادية؟ هل كان المغاربة سيخزنون الغاز في البراميل؟ سؤال ساخر لأن كثرة الهم تضحك. وهل كان عزيز أخنوش بعيدا عن الحكومة؟ ألم يكن يتولى فيها أهم المناصب؟
والأهم من كل ذلك، هل يجهل أخنوش أن الملف استراتيجي وسيادي أم إنه يتجاهل ذلك لغرض في نفسه؟
فالمغرب اتخذ استراتيجية “النخّال” كما يقال في المقول المغربي تجاه ادعاءات الجزائر. فالكل كان يعرف أن الجارة الشقية ستقوم بإغلاق أنبوب الغاز وصرح بذلك مسؤولوها أكثر من مرة، وسبق ذلك إغلاق المجال الجوي واتخاذ كثير من القرارات بما يعني أن الأمر كان مفهوما، وإذا كان وزيرا في الحكومة، أي أخنوش، لا يعلم بذلك فعليه إعادة النظر في نفسه ولكن الحقيقة أنه كان يعرف ذلك واستغله لصالحه وليس لصالح وطنه.
حديث زائد عن اللزوم في وقت كانت كل الأطراف تستعد لذلك، أي المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي. والمغرب تعامل مع الموضوع بشكل سلس لأن الأمر لم يكن يتطلب كثرة الكلام، خصوصا وأن عائدات المغرب من هذا الأنبوب ليست عالية حيث لا تتجاوز 7 في المائة من حجم الغاز الذي يتم استيراده، وكانت تقوم بتشغيل محطتي الكهرباء بتندرارة، التي يتم فيها الاستعداد لتشغيل آبار الغاز، التي ستقوم بتزويد المحطتين الكهربائيتين، وستقوم بتشغيله شركة بريطانية قام أخنوش، بقبعة رجل الأعمال، بشراء أسهم فيها، وما زالت الشبهات تحوم حول دخوله إليها والتخفيضات الضرائبية الهائلة التي حصلت عليها.
أخنوش كان يعرف أن أنبوب الغاز الجزائري سيتم إغلاقه، وكان وزيرا في الحكومة، لكنه هو أيضا بدل أن يقوم بإخبار المغاربة قام بالإعداد للمستقبل وشراء أسهم في الشركة التي ستقوم بتشغيل حقل الغاز تندرارة، بمعنى سيبيع الغاز للمغرب.
لقد كان معروفا لدى الأوساط الأكثر إطلاعا أنه من الناحية التقنية يستحيل أن تستمر الجزائر في تزويد إسبانيا بالغاز عبر هذا الأنبوب لأن البنية الإنتاجية متهالكة ولم يتم تجديدها منذ عقود، بل إن الخط الآخر المار عبر ألميريا انخفضت فيه نسبة الضخ.
لكن ما الذي أراده أخنوش بهذا الأمر؟ لماذا يطرح سؤالا من المفروض أن تكون الإجابة عنه متوفرة لدى الحكومة من خلال البدائل؟ لماذا الترويج لموضوع مخيف للغاية وقد يثير الرعب في نفوس المغاربة؟ هل توقف استهلاك المغاربة من هذه المادة أو تضرر؟ ما هي الحاجة السياسية التي أرادها رئيس الحكومة من خلال قوله هذا؟

Exit mobile version