Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“سلبية” حالات جدري القرود في المغرب

ذكرت معطيات جديدة بخصوص الحالات المشتبه في اصابتها بجدري القرود، أن التحاليل أظهرت سلبية النتائج، بعد اجراء تحاليل و ووضع الحالات تحت المراقبة الطبية، من جهته كشف الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الحالات الثلاث المشتبه في إصابتها بمرض جدري القردة التي تم رصدها بالمملكة، ” لا تدعو للقلق “، وأوضح حمضي، أنه في ما يتعلق بمرض جدري القردة فإن هناك ثلاثة مستويات أولاها يهم الحالات المشتبه فيها، وثانيها بالحالات المحتملة، في حين أن المستوى الثالث يتعلق بالحالات المؤكدة، مشددا على أن الحالات المشتبه فيها لا تطرح أي إشكاليات سواء بالنسبة للمغرب أو في العالم.

وسجل الباحث بأن جدري القردة هو مرض معروف منذ أزيد من 70 سنة، وتتوفر حوله معطيات كثيرة عن كيفية انتقاله، موضحا أنه ينتقل فقط في حال الاحتكاك القوي بين الأشخاص، وتبادل الثياب واستخدام نفس الأغطية والأكل في مكان مشترك.

وشدد على التأكيد على أن ظهور حالات مشتبه بها في المملكة ” لا يستدعي فرض قيود، والتراجع عن إجراءات التخفيف، ومنع الطيران والسفر “، لكنه بالمقابل دعا إلى توخي الحيطة والحذر على الرغم من المعطيات الكثيرة المتوفرة بشأن هذا المرض.

و لفت الدكتور حمضي إلى أن التساؤل الذي يحير العلماء بشأن هذا المرض يتمثل في سبب ارتفاع عدد حالات الإصابة اليوم، بعد أن كانت تلك الحالات محدودة في إفريقيا ولا تنتقل من القارة إلا نادرا عبر السفر. وفي ما يتعلق بأعراض مرض جدري القردة، أوضح السيد حمضي أنها تتمثل في الحمى وآلام في الرأس والمفاصل والعضلات والشعور الإرهاق، مضيفا أنه بعد مرور ثلاثة أيام تظهر حويصلات وقروح جلدية، فضلا عن تسجيل انتفاخ في الغدد اللمفاوية.

وأبرز أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعثت بمذكرة للأطباء بشأن هذه الأعراض المذكورة، مشددا على ضرورة العمل على اتباع كل الخطوات المقررةوخلص حمضي إلى التأكيد على الالتزام باتخاذ الاحتياطات الضرورية العادية مثل غسل اليدين والتباعد وعدم مشاركة الأغراض الشخصية مع باقي الأشخاص.

وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، كشفت عن رصد ثلاث حالات يشتبه في إصابتها بمرض جذري القردة، دون تسجيل أي حالة مؤكدة، وقال معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية في تصريح صحفي، إن “الحالات الثلاث المشتبه فيها توجد في صحة جيدة، وتحظى بالرعاية الصحية والمراقبة الطبية، بعد إخضاعها للتحاليل الطبية اللازمة في انتظار النتائج النهائية ذات الصلة”.

وذكر المرابط بأنه تم تكوين الأطر الصحية اللازمة للتعامل مع هذا المرض الذي لم يسبق أن اكتشف أو سجلت حالات إصابة به بالمملكة من قبل، وسجل أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وضعت لهذه الغاية منظومة للتفاعل بشكل سريع مع الإنذار العالمي المتعلق بجدري القردة .

وأبرز المرابط أن هذه المنظومة تقوم بتعريف حالات الإصابة ” حالة مشتبه فيها -حالة محتملة وحالة مؤكدة” وطريقة الرعاية الطبية وكذا كيفية التعامل مع مخالطيها، كما أنها تأتي، يؤكد المسؤول ذاته، في إطار الاستراتيجية الاستباقية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية للتعامل مع الطوارئ والإنذارات ذات الصلة بالصحة العامة.

من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنه تم تسجيل 131 إصابة مؤكدة بجدري القرود و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى في السابع من ماي الجاري خارج البلدان التي ينتشر فيها المرض عادة، وأضافت المنظمة، أنه على الرغم من أن تفشي المرض غير معتاد، فإنه يظل “قابلا للاحتواء”، وأكدت أنها ستعقد اجتماعات أخرى لدعم الدول الأعضاء بمزيد من النصائح حول كيفية التعامل مع المرض.

من جهته، قال مسؤول كبير بالمنظمة، إن المنظمة لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج قارة أفريقيا يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية، إذ إن القيام بإجراءات أخرى كالنظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن ستسهم في السيطرة على انتشاره، وقال ريتشارد بيبودي، الذي يقود فريق مسببات الأمراض عالية التهديد في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، في مقابلة مع رويترز إن الإمدادات الفورية من اللقاحات ومضادات الفيروسات محدودة نسبيا.

وجاءت تصريحات بيبودي بينما أعلنت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنها في طور إطلاق جرعات من لقاح (جينيوس) لاستخدامها مع حالات لمرض جدري القرود، وقالت الحكومة الألمانية إنها تدرس الخيارات المتاحة في ما يتعلق بالتطعيمات، ومنحت بريطانيا التطعيمات للعاملين لديها في مجال الرعاية الصحية.

وتدقق سلطات الصحة العامة في أوروبا وأميركا الشمالية في أكثر من 100 حالة اشتباه أو مؤكدة بالعدوى الفيروسية في أسوأ تفش للفيروس خارج قارة أفريقيا التي يتوطن فيها، وقال بيبودي إن الإجراءات الأساسية للسيطرة على تفشي المرض تتمثل في تتبع الاتصال وعزله، مشيرا إلى أنه لا ينتشر بسهولة شديدة ولم يتسبب حتى الآن في ظهور مرض خطير. وأضاف أن اللقاحات المستخدمة لمكافحة جدري القرود قد تحمل بعض الآثار الجانبية الخطيرة، وليس واضحا سبب تفشي المرض، إذ يسعى العلماء لفهم مصدر الحالات وما إذا كان أي شيء قد تغير في الفيروس.

Exit mobile version