Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

سنة من تدبير جائحة كورونا .. مقاربة ملكية استباقية مكنت من تحقيق نجاح لافت

من جهة أخرى، وفي إطار العناية الموصولة التي يحيط بها جلالة الملك رعاياه نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحية، تفضل أمير المؤمنين بإصدار عفوه المولوي الكريم في أبريل المنصرم، على 5654 معتقل، وأصدر أوامره باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز حماية نزلاء المؤسسات السجنية، خاصة من انتشار وباء كورونا المستجد.

وبعد أن أفلح المغرب في كبح جماح الجائحة، قررت السلطات العمومية في سياق التحضير للعودة إلى الحياة الطبيعية واستئناف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بمجموع التراب الوطني، تنزيل مخطط التخفيف من تدابير الحجر الصحي حسب الحالة الوبائية لكل عمالة أو إقليم وبصفة تدريجية عبر عدة مراحل، ابتداء من 11 يونيو 2020.

ومن بين الأمور التي ساعدت كذلك على كسر شوكة الجائحة أن المغرب كان من الدول السباقة إلى اعتماد برتوكول علاجي أثبت نجاعته في مواجهة الوباء، وإلى تحديد اللقاحات المناسبة لظروفه مبكرا (المتعلقة بالتخزين والتبريد)، من خلال اختياره لقاحي “أسترا زينيكا” و”سينوفارم”، وتقديم طلبياته بخصوصهما، قبل صدورهما، في وقت لم تكن دول عديدة قد حسمت خياراتها.

وبفضل هذه الرؤية الاستباقية، تمكنت المملكة من الحصول مبكرا على جرعات مهمة من اللقاحين (بلغت 8,5 ملايين جرعة)، ووضعت من أجل إنجاح حملتها الوطنية استراتيجية تلقيح على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي، حيث تم تهييئ مستودع وطني لتخزين اللقاحات، ووضع خطة الاستقبال وتخزين وتوزيع اللقاح في ظروف آمنة، فضلا عن إحداث محطات للتلقيح، عبارة عن وحدات ملحقة بالمراكز الصحية، تقدم خدماتها عبر نمطين؛ النمط القار باستقبال الساكنة بمحطة التلقيح، والنمط المتنقل حيث تنتقل الفرق الملحقة بمحطة التلقيح، وفقا لبرنامج محدد مسبقا للنقاط المعدة لهذه العملية كالمستشفيات والجامعات.

وعلى الرغم من انكبابه على مجابهة الجائحة وتداعياتها داخل المملكة، لم ينس المغرب أشقاءه الأفارقة، إذ اقترح صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 13 أبريل 2020، إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة. ويتعلق الأمر بمبادرة واقعية وعملية تسمح بتقاسم التجارب والممارسات الجيدة لمواجهة التأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة.

كما أعطى جلالة الملك، في 14 يونيو 2020، تعليماته السامية لإرسال مساعدات طبية إلى عدة دول إفريقية شقيقة، تتكون من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية، و600 ألف غطاء للرأس، و60 ألف سترة طبية، و30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، وكذا 75 ألف علبة من الكلوروكين، و15 ألف علبة من الأزيتروميسين.

وفي هذا الصدد، أشادت منظمة الصحة العالمية بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بمنح مساعدات طبية للبلدان الإفريقية، حيث رحبت بهذا العمل الخيري السخي، “الذي يشكل تمظهرا أصيلا وملموسا للتضامن الإقليمي” في مكافحة الجائحة.

إجراءات ذكية وناجعة مثل هذه، وأخرى كثيرة اعتمدتها الحكومة طيلة فترة تدبير الجائحة من أجل التنزيل الأمثل للتوجيهات والتعليمات الملكية السامية، باعتبارها خارطة طريق لمواجهة الجائحة، لاقت تنويه وإشادة العديد من الهيئات الدبلوماسية والمؤسسات والمنظمات الدولية من قبيل البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، وكذا عدد من الدول

Exit mobile version