Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

سياسة ولي العهد السعودي الخارجية من المواجهة إلى البراغماتية

قبل سنوات قليلة، اعتبر ولي العهد السعودي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمثابة “هتلر الشرق الأوسط”، لكنه أعطى الآن الضوء الأخضر لاتفاق مصالحة مفاجئ مع طهران يتماشى مع حقبة جديدة من التقارب الإقليمي.

وحين كان يبلغ 29 عاما فقط، شن الأمير محمد بن سلمان وكان وزير الدفاع حينها هجوما شرسا على المتمردين الحوثيين في اليمن، لكن المملكة باتت منخرطة في محادثات عبر قنوات خلفية قد تؤدي في النهاية إلى إخراج القوات السعودية من الحرب.

كما عمل خلال السنوات الأخيرة على إصلاح الخلافات المريرة مع خصومه الإقليميين مثل قطر وتركيا، بل وقدم بلاده كوسيط محتمل للحرب في أوكرانيا.

وقال محل لون إن الأمير محمد بن سلمان تحو ل راهنا من عنصر “عدم استقرار” إلى صاحب سلطة براغماتي بشكل غير مسبوق، حتى لو كان من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت إجراءاته لخفض التصعيد ستنجح.

وقال الخبير في السياسة الخارجية السعودية بجامعة برمنغهام عمر كريم إن الاتفاق مع إيران على وجه الخصوص “يمث ل تغييرا جذريا في نهجه السياسي”، ما يشير إلى “نضج وفهم أكثر واقعية للسياسات الإقليمية”.

إلا أن عملية التحول لم تكتمل بعد، إذ لا يزال الاتفاق مع إيران بحاجة إلى التنفيذ، حيث من المقرر إعادة فتح السفارات بحلول الأسبوع الثاني من أيار/مايو بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية.

وتجري السعودية وسوريا مباحثات تتعل ق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية الخميس.

وكانت المملكة أغلقت سفارتها في دمشق وسحبت كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في آذار/مارس 2012، بعد نحو عام من اندلاع النزاع في سوريا حيث دعمت الرياض الجماعات المعارضة للنظام وللرئيس السوري بشار الأسد.

وبغض النظر عما سيحدث لاحقا، تبدو أجندة الرياض واضحة: تقليل الاضطرابات في الخارج للحفاظ على التركيز على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في الداخل.

وقال مسؤول سعودي بعد أيام من الإعلان عن الاتفاق مع إيران “رؤيتنا هي شرق أوسط مزدهر، لأنه بدون أن تتطور منطقتك معك، هناك حدود لما يمكنك تحقيقه”.

ساعدت الإصلاحات الاجتماعية في الداخل على تلميع سمعة الأمير محمد على الصعيد الدولي.

ففي عهده، قامت المملكة، التي كانت مغلقة لعقود، بتهميش الشرطة الدينية وسمحت للنساء بقيادة السيارات وأعادت افتتاح دور السينما وبدأت في منح تأشيرات سياحية.

وقام صندوق الاستثمارات العامة بسلسلة من الاستثمارات المكلفة في كل القطاعات من شراء نادي نيوكاسل الإنكليزي لكرة القدم إلى الاستثمار في شركة نينتندو للألعاب الالكترونية.

وسلطت هذه الاستثمارات واسعة النطاق الضوء على كيف يمكن أن تحد أجندة “رؤية 2030” الإصلاحية من اعتماد أكبر مصد ر للخام في العالم على الوقود الأحفوري.

وخيمت مخاوف واسعة بشأن تصعيد القمع بمواجهة المعارضين والحقوقيين، خاصة بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018. لكن المسؤولين السعوديين أدركوا أيض ا كيف أن التهديدات الأمنية، خاصة من إيران، تهد د خطط الأمير محمد الكبرى.

وبلغت هذه التهديدات ذروتها في سبتمبر 2019، مع هجمات استهدفت منشآت نفطية سعودية في شرق البلاد أد ت إلى خفض إنتاج

Exit mobile version