لم تكن ليلة السبت/الأحد في مدينة سلا عادية، إذ تحولت أجواء الاحتفال بعاشوراء إلى مشاهد أشبه بليلة شغب، بعدما عمّت نيران “الشعالة” عدداً من الأحياء الشعبية، مرفوقة بدوي المفرقعات وأعمدة الدخان التي غطّت السماء.
فمع حلول الليل، خرج العشرات من الشباب إلى الأزقة حاملين إطارات سيارات قديمة وأدوات قابلة للاشتعال، وسط حالة من الحماس المفرط والفوضى غير المضبوطة، لتشتعل “الشعالة” في قلب الأحياء، لا كطقس موروث بل كمشهد يبعث على القلق أكثر من البهجة.
ورغم التدخلات المتكررة لعناصر الوقاية المدنية التي حاولت السيطرة على النيران، إلا أن تدخلهم قوبل بالرشق بالحجارة، ما استدعى حضوراً أمنياً مكثفاً. عناصر الأمن بدورهم لم يسلموا من الاستفزازات، وسط أجواء مشحونة امتدت حتى ساعات متأخرة من الليل.
حتى الآن، لم تصدر أي معطيات رسمية دقيقة بشأن وجود إصابات أو توقيفات، غير أن هذه الأحداث أعادت إلى الواجهة النقاش حول حدود هذا الطقس الشعبي، ومتى يتحول من تعبير ثقافي إلى تهديد للسلم العام.
وتتوالى الدعوات اليوم لتأطير هذا النوع من الممارسات، وتجنيب الأحياء السكنية مزيداً من الانزلاقات في مناسبات مماثلة، خاصة في ظل ما تشهده بعض المدن من انفلاتات مشابهة في كل موسم عاشورائي.
