Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

شُعوب صُنِعَ بها التّاريخُ ولم تَصنعِ التّاريخ

محمد فارس
[ثورة يوليوز في العراق: 1958]: جرت في (14) من شهر يوليوز 1958، ثورة عسكرية في (العِراق) وقضَت على النِّظام الملكي الذي كان سائدًا فيها عبْر الأسْرة الهاشمية، وأُعلنتِ الجمهورية؛ وقد لقي الملكُ (فيْصل الثاني) مصرعَه، وحاولَ رئيسُ الوزراء (نوري السّعيد) أن يَهرب عبر التّنكّر بزيِّ امرأة، بيْد أن الجماهير كشفتْه وجرّته حتى قتلتْه؛ تشكّلت حكومة جديدة برئاسة (عبد الكريم قاسم)، واشترك فيها (عبد السلام عارِف)، ويُذْكَر أنّ أصابع (أمريكا) قدِ امتدَّتْ في (العِراق) عبْر (عبد الكريم قاسم) الذي ما لبِثَ أنِ انساقَ مطالِعَ السّتينيات مع تيار الإنجليز في (سوريا) بزعامة (ناظم القُدْسي) في شأنِ ضمّ (العراق) وَ(الكويت)، ومن ثمّ أطاحتْ به (أمريكا) فيما بعدُ أي (عبد الكريم قاسم)..
[الحربُ الأهلية اللبنانية: 1958]: هي فتنة كان لها أثرُها المدمّر في البنية الطّائفية اللبنانية، وقد كان آنذاك (كميل شمْعُون) قد وقّعَ اتّفاقًا مع (أمريكا) على ما عُرفَ بمشروع (أَيْزنهاور)، وكانت دولةُ الوحدة قائمة بزعامة (عبد الناصر) الذي كانت يدُه طائلة في المسألة اللبنانية، وقد كانت الـمُعارضة المسلّحة قد تلقّت منه الدّعمَ العسكري والمالي عبْر الحدود السّورية اللبنانية، وكان رئيسُها (كمال جنْبُلاط)، وكان في الـمُعارضة الفلسطينيون، والدّروز، و(عبد الحميد فرنْجيَة) أخو (سليْمان فرنجية)، وقدِ انحازَ في هذه الحرب إلى جانب (كميل شمْعُون) الحزب القومي السّوري اللبناني، وحوصر الرئيس (شَمْعون) في قصره إلى أن نزل الأسطولُ السادسُ الأمريكي في شواطئ لبنان؛ وتوقيتُ هذا الأسطول يبعث على الرّيب، إذ كلّفت (أمريكا) (عبد الناصر) بمسائلَ تدعو إلى الانتحار بتعريض منطقة الشّرق الأوسط إلى ضربة نووية روسية لتكون كبْشَ فداء، ومن ثمّ أعدَّ الإنجليزُ لمخطّطات مضادّة لِـ(عبد الناصر) بضرب الجيش السّوري عبر لبنان، ومشروعات تفكيك الوحدة السّورية المصرية؛ وأخيرًا حُلّت المسألةُ بتكليف [داغْ همرْشولد] الأمين العام للأمم المتحدة، ذي النّزعة الأمريكية لوضع ترتيبات لجلاء القوات الأمريكية والبريطانية عن الأردُن، لقاءَ تعهُّدات بالامتناع عن التّدخل في الشّؤون العربية الأخرى..
[حرب أنغولا: 1961]: تقع (أنغولا) على المحيط الأطلسي غربي إفريقيا، وعاصمتُها (لُواندا)، ومعظم أراضيها صحراوية، أو تشْغله السّاڤانا الفقيرة، عدَا بعض مناطق تشتمل على الغابات والسّاحل بشريطه الضيق؛ وقدِ استقرَّ فيها البرتغاليون في القرن (15)، وكانت المصدَر الأول لِلرقيق الـمُجتَلب إلى (البرازيل) في القرن (19)؛ في عام (1961) ثار المسَلّحون الوطنيون فيها على الاستعمار البرتغالي، ووقعتْ معاركُ سقَط فيها الكثير من القتلى من الطرفيْن، وفي العام نفسه، أُخْمدَت الثورة تمامًا، ثم أعلنت (البرتغال) المساواة الدّستورية لمواطِني [أنغولا]، و[موزامبيق]، و[غينيا] البرتغالية، ثمّ لم يَبْق إلا آثار الثّقافة البرتغالية، إذ تحوّلت مجاري الأحداث في السّبعينيات إلى يد الأمْريكان، لتقومَ حكومة في جنوب إفريقيا تختطّ سيرةً أخرى في البلد..
[الحرب الأهلية في الكونغو: 1964]: إثْر خروج الاستعمار من (الكونغو)، تفجّرَ صراعٌ أهْلي داخلي كانت تحكمُه عصابات مُدَربة، ومسلّحة، تحاربُ جيوشَ الحكومة التي يترأّسها [تشُومْبي]، فأرسَلت الأممُ المتّحدة قواتها إلى العاصمة (ليوبُولدْڤيل) للسّيطرة على الأوضاع، وقد تَعرض المسلّحون للمدارس التّبشيرية، فقاموا بشنّ هجماتٍ عليها، وكذلك اختطفوا أوروبّيين، وأخيرا تمكّنتِ القُوّة الحكومية من الإمساك بزمام الأمور ليسود الهدوء..
[حرب ڤيتنام في منتصف السّتينيات: 1965]: هي في الأصل، حربُ احتواء أيام الرئيس [جونسون] لصدِّ الهجْمة الشيوعية؛ كانت حكومة (سايْغُون) موالية لأمريكا، وكان دورُ الأمريكان في هذه الحرب استشاريًا وحسْب، فأرادتْ (أمريكا) الدخولَ في الحرب فعليًا، لكن كان لابدّ لها من ذريعة، فكانت كذْبة الهجوم على المدمِّرة [مادوكس] في خليج (تونْكين)، فدخلت (أمريكا) حربَ (ڤيتنام)، وارتكبتْ مجازر، ومذابح، ودمارًا عبْر القصف المكثّف، فكانت النشراتُ الإخبارية تنشر الأكاذيب، لكن سرعان ما كشفَتِ الصّحافة الحرّةُ حقيقة الوضع، ونشرتْ صورًا فظائعية وأوضحتْ للشّعب الذي لم يكُنْ راضيًا، فثارت ثائرة الأمريكيين، وبسبب الإعلام والصّحافة الحرّة، خسِرَت (أمريكا) حربَ (ڤيتْنام) وخرجتْ من البلاد سنة (1975) كما خَرجت (فرنسا) قَبْلها مهزومة، وتوحّد شمالُ (ڤيتنام) بجنوبه، ولم ينعمْ (هوشيمين) بذلك اليوم، لأنّه مات سنة (1969)..

Exit mobile version