Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

صحراويون من أجل السلام.. صوت بديل يُعيد رسم ملامح الحل في الصحراء

في تطور جديد يُلقي بظلاله على مشهد النزاع حول الصحراء، تستعد حركة “صحراويون من أجل السلام” للمشاركة في قمة نساء الاشتراكية الأممية ولقاء مجلس الأممية الاشتراكية المرتقب في تركيا، وذلك بصفة عضو مراقب داخل هذه المنظمة الدولية المرموقة. هذه الخطوة، التي تأتي تتويجاً لمسار تصاعدي للحركة، لا تقتصر دلالتها على البعد البروتوكولي، بل تعكس تحوّلاً نوعياً في مسار القضية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها التعددية، والواقعية، والحوار.

 

لطالما احتكرت جبهة البوليساريو الحديث باسم الصحراويين، رافعة شعار “التمثيل الوحيد والشرعي”، ومُروّجة لرواية أحادية ضاق بها الميدان السياسي والدبلوماسي. لكن بروز “صحراويون من أجل السلام” كفاعل سياسي بديل، يحمل خطاباً عقلانياً ويطرح رؤية متزنة للحل، كسر هذه الصورة النمطية، وقدم نموذجاً جديداً ينطلق من الإيمان بالديمقراطية والتعايش واحترام الرأي الآخر.

 

الحركة لا تخفي دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وتعتبره أرضية واقعية يمكن البناء عليها لطيّ صفحة الصراع التي امتدت لأكثر من خمسين عاماً. وبخلاف الخطابات التقليدية المشحونة بالتصعيد والمزايدات، تقدم “صحراويون من أجل السلام” خطاباً مدنياً، قائماً على التسامح والانفتاح، وموجهاً بالأساس إلى مستقبل الصحراويين وحقهم في حياة كريمة آمنة ومستقرة.

 

إن هذه المشاركة في المحافل الدولية، خصوصاً داخل إطار اشتراكي عالمي له رمزيته وتأثيره، تحمل رسائل واضحة للمجتمع الدولي: هناك أصوات صحراوية أخرى تطالب بالسلام، تؤمن بالحل السياسي، وترفض منطق التجييش والإقصاء. كما تمثل تأكيداً على أن الصحراويين ليسوا كتلة موحدة تُختزل في خطاب جهة واحدة، بل هم مجتمع متنوع، له آراء ورؤى متعددة تستحق أن تُسمع.

 

في النهاية، يبدو أن المنطقة أمام منعطف جديد، عنوانه العريض: لا حل بدون إشراك كافة الأصوات. وصوت “صحراويون من أجل السلام” يعلو اليوم كدعوة واضحة لفتح أبواب الحوار من جديد، لبناء مستقبل يتسع للجميع، تُصان فيه كرامة الإنسان، وتتحقق فيه تطلعاته المشروعة نحو العيش في سلام وأمن.

 

 

 

Exit mobile version