Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

صورة المغرب

يحقق المغرب انتصارات كثيرة، فيها الكبير والمتوسط والصغير، حسب الظروف والإمكانيات، واستطاع فتح ثغور متعددة، بل تمكن من مواجهة مؤامرة كبرى يتم فيها صرف الملايير القادرة على تحويل أي بلد إلى جنة فوق الأرض، وهناك فتوحات ديبلوماسية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي يعود له كل الفضل في العديد من القضايا، التي تحققت أخيرا، وهناك انتصارات اقتصادية وأخرى تتعلق بموقع المغرب في الجغرافية السياسية حيث نال مكانة كبيرة في مجالات ضمان الأمن والاستقرار الدولي.
لكن مقابل ذلك لا نجد أي تسويق لصورة المغرب. بلد من حجم المغرب لا يتوفر على إعلام قوي لمواجهة خصوم المغرب بل للترويج لصورة المغرب الحقيقية، حيث تمارس ضده يوميا عشرات بل مئات الإشاعات والشائعات، في كل وسائل الإعلام السمعي البصري والمكتوب، عبر التلفزة والراديو والصحيفة والموقع الرقمي وحتى وسائط التواصل الاجتماعي.
خلال هذه الحملة يتم تزوير وتزييف تاريخ المغرب لفائدة تاريخ آخر هو مزيف حقيقة. لكن الخصوم يستثمرون كثيرا في هذا المجال، ويكفي أن الجارة المحاربة أطلقت قناة فضائية ضخمة، حتما ستكون متخصصة في مواجهة المغرب، ومن خلال التجربة تبين أن هذه الجارة تعرف كيف تزور التاريخ بل وتسطو عليه، وتغيره وتحرفه وكل ما يملكه المغرب من تراث تريد أن تجعل منه تراثها.
لا يمكن لوم بلد على القيام بما ينبغي له، وهم يستعدون اليوم لإنتاج عمل سينمائي ضخم عن تاريخهم، وكله مزيف، بينما نحن لدينا تاريخ حقيقي ولسنا في حاجة إلى أي لمسة خيالية لصناعته، ومع ذلك لا نصرف عليه الدرهم الأبيض لنشره. وهذا البلد يصرف مالا وفيرا من أجل تشويه صورتنا ناهيك عما يصرفه لشراء ذمم قادة كبار من أجل شهادة الزور وتحريف مسارات وتوجهات قضية وحدتنا الترابية، التي حققت نجاحات بفضل إقدام وشجاعة جلالة الملك.
نحن هنا لسنا من أجل تقريع بلدنا ومسؤوليه، فالقضية تهم الجميع، ولكن من أجل التنبيه إلى ما يحيط بنا من مخاطر، حيث إن مجموعة من الوزارات والقطاعات والمؤسسات قادرة على خلق المنافسة لو أرادت.
لسنا ضد أن يصرف المركز السينمائي مثلا ملايين الدراهم سنويا على منتوج سينمائي فارغ من أي عمق ثقافي، قد يروج فقط لإسم المغرب في المهرجانات السينمائية، لكن لا يسوق بتاتا صورة المغرب. يمكن صرف جزء مهم منها على الفيلم الثقافي، الذي يتناول تاريخ وحاضر المغرب من منظور مختلف، يتم الاستعانة فيه بالتوثيق والأنتروبولوجيا، كما يمكن الاستعانة بمخرجين كبار من أجل أعمال جادة وقوية قادرة على المنافسة من أجل عرض تاريخ وثقافة المغرب في زمن تطغى فيه الصورة على كل شيء وتعتبر أكبر وسيلة للمواجهة.
نحن في المعركة الكبرى، فالجيش قائم ويقوم بدوره والديبلوماسية الملكية تحقق الإنجازات تلو الأخرى، لكن في معركة الصورة نحتاج جهدا كبيرا.

Exit mobile version