Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

[صَحِّ النُّوم] يا شيوخ لقد طال نومُكم وعَزَّ قيامُكم!

محمد فارس
تقوم عدّة قنوات بحملة شَعْواء ضدّ القمّص [زكَريا بُطرس] بسبب حلقات أذاعها سنة (2005) أساء فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان كاتبُ هذه السّطور قد نشر خلال شهر نونبر (2005) حلقات طيلة شهر رمضان فاق عددُها (34) حلقة، حاول فيها الرّد على القمّص عندما كان يشتغل في قناة [الحياة] التّبشيرية، أما الآن، فقد صارت له قناتُه الخاصّة وتُدعى [اَلْفادي]، وما زال مستمرّا في مهاجمة الإسلام ونبيِّ الإسلام عليه السّلام.. قام بعضُهم ممّن لم يقرؤُوا تلكَ الحلقات باجتزاء جملة مسيئة لرسول الله قالها القمُّص، فنسبوها إلى كاتب تلك الحلقات، مع العِلم أنّه لا أنا ولا القمّص قال بها، بل هي موجودة في أكثَر من مرجع تراثي، فطالبوا في (22 نونبر 2005) بفتوى شرعية ضدّ [النّهار المغربية]، فطالبتْهم الجريدةُ بأن يبحثوا بجدّ عن مصادر تمويل [النّهار المغربية] لأنّهم اتّهموها بأنّها تموَّل من جهات أجنبية، وأنّ كاتب تلك الحلقات يتلقّى أموالاً من الأمريكان، فعانيْنا في [النّهار المغربية] أيامًا عصيبة، وعِشْنا اتّهامات مُرّة، ولم يَكُنْ بجانبنا إلاّ القُراء الكرام..
واليوم، وبعد (16) سنة، استفاق بعضهم من سُباتِهم، فصاروا يهاجمون [القمُّص] وينتقدون تلك الحلقات دون أن يَشعروا بأنّهم يَنتقدون تراثهم الموبوء، والمليء بالترّهات والأكاذيب، والإسرائيليات، ونَسوا أنّ الإساءةَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم مَصْدَرُها هذا التّراث، وهذه المراجع، وهؤلاء الرّواة الذين اكتستْ كتاباتُهم طابعَ القدسية، وصارتِ الإساءةُ للنبي الكريم مَقبولة، لكنْ غير المقبول هو تَكذيبُ هؤلاء الرّواة من وضّاعين، وإخباريين، وكذّابين.. انتصبَ أحدهُم في القنوات ووصف القمُّص [زكريا بطرس] بالسّاقط والكذّاب، وأنا أقول لأخينا هذا: [أنتَ هو الكذّاب؛ ألم تَقُلْ إنّك سَتنشُر كتيِّبًا تردُّ فيه على القمّص، ويوزَّع مجّانًا على القُرّاء؟ نحن ما زلنا ننتظر كُتيّبكَ منذ سنة (2005)]..
لقد دعاهم [القمُّص] إلى مناظرة، فهل برز أحدٌ لمناظرته؟ أبدًا لم يَحْدُث، فعلّق أحدُ المفكّرين العرب قائلاً لهم: [لن تستطيعوا الرّد على ما يُقال عن الإسلام لأنّ المطبّات موجودة في المراجع، وفي التّراث الإسلامي عامّة]، لكنّهم يعوِّضون ذلك بصياح يُشبِه صياحَ الباعة في الأسواق، و[Blablablas] لا تسمِن ولا تُغْني من جوع.. اتّصل أحدُ المستمعين المسلمين بالقُمّص [زكريا بطرس] وقال له: [لقد كنتُ أريدُ قَتْلَكَ لـمَا تقوله حول الإسلام، ولكنّ عقلي قال لي: اِبْحثْ في هذه المراجع التي يقدِّمها القُمّص، وتيقّنْ إن كان صادقًا أم كاذبًا، فبحثت، فإذا بي أجد حضْرتَكَ صادقًا ولستَ كاذبًا، والآن أُقدِّم اعتذاري، وأريد أن أتمسّح على يدك].. قصّة مشابهة حدثتْ على قناة [فدَك] الشّيعية، عندما ذكر [ياسِر الحبيب] عدّة حقائق صادمة بخصوص عدّة مذاهب سُنّية، فاتّصل به مستمعٌ، وأعاب عليه ما قاله، ووعده بأنّه سيبحث في هذه المراجع ليرى إنْ كان الشّيخ صادقًا أم كاذبًا]؛ وبعد ثلاثة أيام، عاد المتّصلُ واعتذر للشّيخ وتشيَّع على يده].. والآن، تقوم هذه القنواتُ التي تدّعي الدّفاع عن رسول الله، ويرتادها فقهاء يدافعون عن النّبي الكريم بلغة الوعظ والإرشاد، فتَعرض صُورَ مثقّفين وصحافيين عرب بدعوى أنّهم يساندون [القمُّص]، ولكن هؤلاء المثقّفون لا يساندون [القمُّص]، وإنّما يَرون أنّه لا يَكذب، فكل ما يقوله موجود في كتب التّراث الموبوء..
في قناة [الفادي] التي يديرُها [القمّص زكريا بُطرس]، برز عنصر آخر، لا يقلّ عنه خطورةً، يبحث في التّراث ويقدِّم حلقات على شكل محاكمات يلعب فيها هو دوْرَ النّيابة وتَلعب صُحفيةٌ أخرى دوْر الدّفاع مع وجود ممثِّل يلعب دَوْرَ القاضى، وكانت آخر حلقة يوم (26 نونبر 2021) حوْل نَسب النّبي الكريم، استُعْرضَت في الحلقة عدّة مراجع تراثية فيها كلامٌ يَندى له الجبين، واسمُ صاحب هذا البرنامج [عادِل جميل] وهو أستاذ خبير بالتّراث الإسلامي، وما أَصعب أن تَردَّ عليه أو تكذّبَه وهو يضع أمامكَ مراجعَ عدة لرُواة ومُحدّثين يقدَّسون، ويقدَّرون، ولا يُكذَّبون مهما أساؤوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. يقول [القمُّص]: [نحن لا نقول شيئًا من عندِنا لا سَمح الله، فنحن نعتمد مراجعَ تراثِكم، وقد دعوْناكم لتشرحوا لنا ما التبس علينا في نظركم، فما الذي يمنعكم من مناظرتِنا إذا كنّا مُخطئين أو كاذبين!].. نفسُ الدّعوة يلقيها [ياسِر الحبيب] على قناة [فدَك]، وقد دعا للمناظرة داعيةً مغربيًا، فلم يجرُؤْ على مناظرته للدفاع عن صحابة يَجرحهم [ياسِر الحبيب].. فالمشكلة يا سادة في التّراث الملغوم، وقد قال [القمُّص]: [إذا كانت هذه الكتبُ لا تُعجبكم أو تورّطكم، ما تحرقوها وتِتْخلَّصوا منها]؛ والواقع أنّه يجب التخلُّص منها..

Exit mobile version