Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

ضحية تكشف تفاصيل عملية نصب ‘مجموعة الخير’: هكذا خسرنا أموالنا تحت غطاء العمل الخيري

تشهد مدينة طنجة، شمال المغرب، تطورات مثيرة حول أكبر عملية نصب واحتيال باسم العمل الخيري، حيث تعرض العشرات من المواطنين المغاربة للاحتيال من قِبل شبكة متخصصة في تقديم وعود كاذبة باستثمار الأموال.

وتكشف المعطيات الأولية التي حصلت عليها أشطاري 24، أن عدد الضحايا يتجاوز العشرات، وقد تقدموا بشكايات عديدة ضد المتهمين الذين اشتهروا باسم “مجموعة الخير”.

وفقاً لمكتب النيابة العامة في طنجة، تم تسجيل ما لا يقل عن 1000 شكاية ضد المتورطين في هذه العملية، الذين برزوا كشبكة احتيالية تحت شعار “دين ودنيا”.

وعلى مدى العام الماضي، روجت الشبكة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي لمشروع استثماري يدعي تحقيق أرباح سريعة، مع ضمان استرجاع المبالغ الأصلية بالإضافة إلى الفوائد.

وفي هذا الصدد قالت فاطمة وهي سيدة تم النصب عليها في تصريح لــ “أشطاري”، “لقد كنت ضحية لعملية نصب واحتيال من قبل ما يُعرف بـ ‘مجموعة الخير’. قبل عام، شاهدت إعلاناً على وسائل التواصل الاجتماعي يدعي إمكانية استثمار الأموال مع ضمان استرجاع المبالغ الأصلية بالإضافة إلى فوائد مغرية، مضيفة أن الأمر كان يبدو مقنعاً للغاية، خاصةً وأنهم كانوا يتحدثون عن دعم الفقراء والمساهمة في الأعمال الخيرية.

وأضافت السيدة بحصرة، انضممت إلى المجموعة وقمت بإيداع مبلغ كبير من المال، على أمل أن أحقق أرباحاً وأساهم في نفس الوقت في فعل الخير. للأسف، تبين أن كل ما كان يُقال مجرد أكاذيب. في البداية، كنت أسمع عن مستفيدين آخرين يتحدثون عن عوائد جيدة، ولكن بعد فترة، بدأت الأمور تتدهور. لم أتمكن من استرجاع أموالي، وكل محاولاتي للتواصل مع القائمين على الشبكة باءت بالفشل”.

وشددت المتحدثة: “لقد خسرت كل ما كنت أدخره طوال سنوات، وأشعر بخيبة أمل كبيرة وغضب، أطالب السلطات بفتح تحقيق شامل ومحاسبة المتورطين في هذه العملية، وأدعو كل من وقع ضحية لهذه الشبكة إلى تقديم شكاياتهم، يجب أن نعمل معاً لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال الاحتيالية، ولحماية حقوقنا كمواطنين”.

وقد تمكنت الشبكة من جذب آلاف الضحايا بفضل أساليبها المحترفة، التي تضمنت استخدام أساليب التسويق الهرمي أو الشبكي.

وحسب المعلومات المتوفرة، يشتمل التحقيق على 14 متهماً تم اعتقالهم، من بينهم سيدة مغربية يُعتقد أنها القائدة الرئيسية في الشبكة.

وتوقعت مصادر مطلعة أن تستمر الشكايات بالتدفق على مكتب النيابة العامة في طنجة، خاصةً بعد تنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية من قبل الضحايا للمطالبة باسترجاع أموالهم.

قبل اكتشاف أمر الشبكة، كانت “مجموعة الخير” تنشر بشكل مكثف محتويات دعائية عبر الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، لتشجيع التبرعات واستثمار الأموال تحت غطاء العمل الخيري. وقد بدأت الشبكة عملها في 2022، حيث نظمت جمعيات مالية غير قانونية تحت غطاء “دارت”، مستفيدةً من التبرعات المالية للمشاركات.

كما نجحت الشبكة في إيهام ضحاياها، بما في ذلك مغاربة مقيمون في أوروبا، عبر تقديم تعويضات مالية للمستفيدين الأوائل، ما ساهم في تعزيز مصداقية وعودها المزعومة. لكن، وبمجرد أن انكشف أمرها، وقع الآلاف من الضحايا في الفخ وواجهوا خسائر مالية دون أي عوائد.

المعطيات الأولية تشير إلى أن المتهمة الرئيسية تُدعى كريمة، وتعيش في طنجة، حيث تم اعتقالها، وقد ارتبط اسم “مجموعة الخير” بها، كونها كانت تدير روضة أطفال في المدينة، والتي تُستخدم كواجهة لعمليات الاحتيال.

Exit mobile version